خاص|| أثر “عيد بأي حال عدت يا عيد”، لسان حال عدد من السوريين، فبعد أن مرت أيام شهر رمضان بموائد إفطار بسيطة لدى عدد من السوريين، إذ غابت الحلويات والمقبلات والأطباق الدسمة، كيف سيكون وضع العيد؟.
فبحسب معظم الأسر الذين التقتهم مراسلة “أثر” بلغ المعدل الوسطي لشراء ثياب العيد لأي طفل بين 200 إلى 250 ألفاً ومن أسواق شعبية وبجودة متوسطة.
واستطلعت مراسلة “أثر” آراء بعض الناس في الأسواق في العاصمة دمشق، حيث تقول السيدة إيمان وهي أم لطفلين: “الله يكون بعون اللي عندو عيلة كبيرة أنا ولدين حطيت 200 ألف لأني اشتريت بنطال جينز وكنزة لكل ولد ومن محلات الأسواق الشعبية والآن أبحث على حذاء لكل ولد وإذا ما كان رخيص بلاه”، وتضيف بلهجتها العامية: “حتى لو ما اشترينا على عيد الفطر الثياب الجديدة إجا موسم الصيف والأطفال عم يكبروا يعني بدهم شي صيفي جديد على قياسهم، يعني بدنا نشتري ثياب الصيف وعلى الأغلب إذا استمر الغلاء هيك ما رح نشتري شي ولا بعيد الأضحى”.
أما أم صالح (جدة لـ 7 أحفاد) تقول بلهجتها العامية البسيطة “أثر”: “ثياب جديدة ما اشترينا ومعمول ما ساوينا ومع هيك راح نقول عيدنا، بسمة الرضا هي العيد”، مضيفة: “رح أعطي أحفادي عيدية صغيرة متل كل سنة حتى يشتروا أكلات طيبة واثقة إنو أحفادي راح يقدروا الوضع جيل واعي الله يبعتلهم أيام بيض”.
بدورها، رنا قالت لـ “أثر”: “اشتريت لبنتي ذات السنة والنصف بنطال جينز بـ 30 ألفاً وكنزة بـ 50 ألفاً وبوط رياضة بـ 30 ألفاً طلعنا بـ 110، ورح اشتري لأخوها البالغ خمس سنين بنفس الأسعار”، متابعة: “الحمد لله في محلات عاملة تخفيضات بضاعتها وسط لكن المهم الولد يفرح بقطعة ثياب جديدة للعيد الله يعين اللي عنده ولاد كثار أنا ولدين تعبت من مصروفن”.
ميس تشارك رنا الرأي وتضيف: “كنا نقول صغار ما بيفهموا أي شي يرضيهم طلع هذا اللي أي شي سعره ضعفي أو ثلاثة أضعاف راتبي الله يعينك يا أبو العيال”.
“العيد للصغار” يقول أبو كرم وهو مدرس بإحدى المدارس الخاصة، وهو يبتسم: “والله حتى الذي يعمل بأكثر من مكان أو بالقطاع الخاص ما عم يلحق لأن الأسرة التي لديها ولدين أو ثلاثة على الأكثر تحتاج أكثر من مليونين بالشهر طبعاً يكون عندها بيت ملك حتى تقدر تشتري، وبالنسبة لمصروف رمضان والآن عيد قرب نقول عايشين برحمة الله وربي يعين اللي ماعنده”.
من جهتها، الشابة راما ابنة الـ 22 عاماً، تستغرب وتقول لـ “أثر”: “مين قال العيد للصغار، مافي حدا ما بيفرح بالثياب الجديدة وبما إنو الفرجة ببلاش عم اتجول بين محلات الحمرا والصالحية وسط دمشق ومنها إلى الجسر الأبيض، بالتأكيد الأسعار نار وبدي مليون ليرة لأشتري شي بسيط لا يتعدى بنطال وبلوزة وحقيبة يد وحذاء، بس في محال كثيرة عاملة عروض حلوة ولكنها تبقى أقل من إمكانياتنا”.
فكرة أخرى يطرحها وسيم وهو أب لأربعة أطفال، ويقول لـ “أثر”: “دبرنا حالنا متل كل مرة واشترينا ثياب العيد بأبسط ما يكون يعني مو ضروري كله جديد في شي اشتريته من البالة اللي أسعارها ليس قليلة لكن تبقى القطعة أجنبية وتبقى القطعة وقت أطول تتحمل دعك كما يقال”، مضيفاً: “كيف رح أتحمل زعل أولادي وحسرتهم لأني لا أستطيع إعطائهم عيدية توازي أسعار اللعب في المراجيح والملاهي بشكل عام أو حتى لشراء سندويش فلافل وعلبة كولا أو قطعة حلوى؟”.
وفي جولة لمراسلة “أثر” على محلات “الحمرا والقصاع والصالحية..”، لوحظ أن سعر بوط الرياضة يتجاوز الـ 150 ألفاً، والحذاء النسائي مثله، وهناك أغلى، والفستان البناتي أو طقم ولادي سعره يقارب الـ 200 ألف وأكثر في بعض المحلات، مع الإشارة أيضاً إلى أن أسعار حلويات العيد ارتفعت بشكل قياسي يفوق قدرة الناس، حتى تكلفة صنعهم في المنزل باتت كبيرة نتيجة ارتفاع أسعار المستلزمات.