أجرى فصيلا “فرقة السلطان سليمان شاه” المعروفة باسم (العمشات)، و”فرقة الحمزة”، المنضويين في صفوف “الجيش الوطني” المدعوم تركياً، قبل أيام قليلة، استعراضاً عسكرياً في منطقة “غصن الزيتون” بريف حلب الشمالي.
وحملت العربات العسكرية في أثناء الاستعراض إلى جانب أعلام الفصائل المسلّحة، أعلاماً تركيّة، ضمن دورة “قوات الردع” التي دعا فيها قادة الفصائل إلى توسيع مناطق السيطرة في أرياف حلب.
وجاء ذلك تزامناً مع تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أكد فيها، أنّ شرط دمشق المتعلق بالانسحاب التركي من سوريا أمر لا يمكن أن يحدث، في وقتٍ عاد فيه الجمود إلى مسار التقارب التركي- السوري.
وأشار أردوغان إلى ذريعة وجود “الوحدات الكردية” بالقرب من الحدود التركية، قائلاً: “هناك تهديدات متواصلة لتركيا من هناك.. هل من الممكن أن يستخدم نفس الكلام بحق دول أخرى؟ كلا لا يستطيع.. لذلك نحن نبحث عن مقاربة عادلة، وبعد العثور على هذه المقاربة العادلة يمكن أن نتجاوز هذه المسألة وكل المسائل”.
وتعليقاً على الاستعراض العسكري للفصائل المسلّحة، رأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق عقيل محفوض، أنّ “هذا الاستعراض هو خط موازٍ يلوّح أردوغان به للقيام بعمل عسكري حيال دمشق، في الوقت الذي يدعو فيه للتقارب معها”، وفقاً لما نقلته قناة “الميادين”.
ولفت محفوض إلى أنّ “هناك تناغم أمريكي- تركي جديد شمالي سوريا، بعدما هددت واشنطن في وقت سابق بأنها لن تقبل بتغيير الواقع في شمال غربي البلاد”.
وتؤكد سوريا أن انسحاب القوات التركية من أراضيها هو المدخل لحدوث أي تقارب مع تركيا، وفي هذا الصدد سبق أن شدد الرئيس بشار الأسد، في لقاء جمعه مع معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون الخاصة علي أصغر خاجي، في 12 من حزيران الفائت “على وضع استراتيجية مشتركة تحدد الأسس وتوضّح بدقة العناوين والأهداف التي تبنى عليها المفاوضات القادمة سواء كانت بخصوص الانسحاب التركي من الأراضي السورية أم بخصوص مكافحة الإرهاب أم بخصوص غيرها من القضايا، وتضع إطاراً زمنياً وآليات تنفيذ لهذه العناوين، وذلك بالتعاون مع الجانبين الروسي والإيراني”.
وكان مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، أكد في لقاءٍ أجراه مع “العربية نت”، أنّ “هناك صعوبات محددة في طريق تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، من بينها الوجود العسكري التركي في الأراضي السورية”.
وفيما يتعلّق بإعادة فتح الطرق الدولية، قال الدبلوماسي الروسي، إنّ “العمل مستمر على ذلك، وإن الالتزامات التي أخذتها تركيا على عاتقها، بإبعاد الفصائل المسلحة مسافة 6 كم عن أوتوستراد M4، ووضع نقاط للجيش التركي مستمرة فيها”.
وأوضح أن “هناك بعض الصعوبات بشأن العلاقة بين تركيا وبين الفصائل المسلّحة التي تسيطر على تلك المناطق”، وتابع: “هذا العمل صعب بما فيه الكفاية، لكننا لا نرفع أيدينا، ومستمرون بالعمل عن قرب وبتنسيق بين سوريا وتركيا بوساطة العسكريين الروس”.
وبشأن وجود القوات الأمريكية شمال شرقي سوريا، أكد لافرنتييف، أنّه “لولا الوجود العسكري الأمريكي في سوريا لتحسنت الأوضاع هناك، فواشنطن تنهب خيرات سوريا لتغطية نفقات قواتها في هذه البلاد”.
يشار إلى أن “الجيش الوطني” تشكّل من ائتلاف “فصائل المعارضة” في الشمال السوري بدفع من تركيا مطلع عام 2018، وفي أواخر عام 2019، انضمت إليه “الجبهة الوطنية للتحرير”، التي تضم فصائل الشمال الغربي من سوريا.
وتسيطر فصائل “الجيش الوطني” على منطقة “درع الفرات” في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، التي تضم عدداً من المدن والبلدات، أبرزها الباب وجرابلس ومارع.
كما تنتشر فصائله في منطقة “غصن الزيتون” التي تضم منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية من السكان، فضلاً عن كونها تحتضن عشرات الآلاف من النازحين والمهجّرين، وفي منطقة “نبع السلام”، شرق نهر الفرات، التي تنتشر على الشريط الحدودي بطول 100 كيلومتر بعمق 33 كيلو متراً.
أثر برس