خاص || أثر برس في ظل تأخر وصول رسائل استلام مادة الغاز المنزلي والصناعي في اللاذقية، عاد “بابور الكاز” ليتصدّر وسائل الطهي، بعد أن تم تنسيقه منذ سنوات من بيوت السوريين، ليصبح قطعة “أنتيكة” ترمز للماضي الجميل.
في العديد من المنازل والمحال، حلّ بابور الكاز مكان الغاز والسخانة الكهربائية، ليؤمن للأسر مصدر نار وقّادة لإعداد الطعام والشراب.
أبو محمد صاحب محل بيع الفلافل قال لـ “أثر”: “اللي مالو قديم مالو جديد”، بهذه العبارة التهكمية يشير إلى استخدامه البابور المعدل وفقاً للظروف الصعبة التي تمر بها بلدنا”، موضحاً أن كلمة معدل تعني نوعية الوقود المستخدم بديلاً للكاز الغير متوفر، بالإضافة إلى بعض التغييرات في التصميم والتي تجعل من أدائه أفضل بكثير.
وأضاف أبو محمد: “بسبب اختفاء مادة الكاز اللازمة لتشغيل البابور، نلجأ إلى الاستعاضة عنها بمادة المازوت مع إضافة كميات قليلة جداً من البنزين لنتمكن من إشعاله”.
بدوره، قال عبد الله عامل في أحد محال بيع الحمّص والفول في المدينة: “نلجأ لاستخدام البابور عند الضرورة فقط، وذلك بعد نفاذ أسطوانات الغاز الموجودة في المطعم”، مشيراً إلى أن استخدام المازوت في تشغيل البابور خفف من أزمة انقطاع الغاز في المدينة.
من جهتها، أكدت سعاد وهي ربة منزل وأم لأربعة أولاد أن أسطوانة الغاز لا تكفي للطهي مدة طويلة، مما يدفعها إلى استخدام البابور للطبخ.
خلال العقود القليلة الماضية، تحول حضور البابور إلى أداة تراثية تعرض في بعض المحال المتخصصة في بيع “الأنتيكا”، وأيضاً في بعض المطاعم كأحد مكملات الديكور، أما الآن فأصبح ضرورياً في كل منزل.
“كل مافيه اقتصادي ومريح، باستثناء الشحار الذي يملأ الجدران المحيطة به”، هكذا يلخص أبو عدنان صاحب كشك لبيع البليلة، معاناته في استخدام البابور لطهي الفول والحمص، مشيراً إلى أن قلة أسطوانات الغاز وارتفاع ثمنها في الأسواق دفعه إلى استخدام البابور ليتمكن من الاستمرار في عمله الذي يعد مصدر رزقه الوحيد.
وأضاف: “استغنيت عن الغاز نهائياً، كنا نعتمد على خلط كمية قليلة جداً من البنزين مع المازوت وحالياً أصبحت أكتفي بالمازوت مع قليل من الملح حتى نخفف من كمية الشحار على آواني الطبخ”، ويتابع بحرقة: “شو جابرك ع المر غير الأمر منه”.
باسل يوسف – اللاذقية