أكدت الباحثة الإسرائيلية “ميكي آرونسون” أن الوجود الروسي في سوريا يخدم الكيان الإسرائيلي إلى حد كبير، مشيرة إلى أن روسيا و”إسرائيل” تسعيان لإقامة علاقات مفيدة.
ونشرت الباحثة “الإسرائيلية” مقال في قناة “12” العبرية لفتت خلاله إلى صفقة تبادل الأسرى السورية-الإسرائيلية التي تمت برعاية روسيا، قالت خلاله: “قبل أسابيع، وقعت إسرائيل اتفاقاً مع سوريا عبر روسيا، يقضي بعودة امرأة إسرائيلية عبرت الحدود”.
وأوضحت “آرونسون” رئيسة قسم السياسة الخارجية بمجلس الأمن القومي، أن هذه الصفقة أسفرت عن نتيجة إيجابية لروسيا رسخت مكانتها كلاعب ووسيط رئيسي في الشرق الأوسط، وزادت علاقاتها الطيبة مع الطرفين المعاديين: “إسرائيل” وسوريا، ما يعكس قدرتها على الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع أطراف النزاع.
وأشارت إلى أن “الصفقة الحالية مع سوريا سبقها صفقتان أخريان مع روسيا، الأولى تمثلت بإعادة رفات الجندي الراحل زخاريا باومل من سوريا، وبحسب الروس، فإن ذلك ينطوي على تعريض حياة جنودهم للخطر في مناطق القتال، لكن من الواضح أنه تقديم الإيماءة الروسية الحالية مع ثمن مدفوع”.
وأضافت “من المعقول الافتراض أن الوسيط بين إسرائيل وسوريا ينبع من حقيقة أن قناة تلفزيونية روسية بثت للتو فيلماً وثائقياً جديداً عن إيلي كوهين، الجاسوس الإسرائيلي المشنوق في سوريا، مع صدور تقارير متزايدة مؤخراً تفيد بأن الجنود الروس يساعدون في استعادته من داخل سوريا، ولذلك يجب على القيادة الإسرائيلية أن تتذكر ذلك بالنسبة لروسيا، رغم أنه لا توجد وجبات مجانية في السياسة”.
وأوضحت أن “روسيا بقيادة فلاديمير بوتين مهتمة بالحفاظ على علاقات بناءة مع إسرائيل، لأنها تفهم أن إسرائيل قد تضر بمصالحها في سوريا، وترى روسيا أهمية كبيرة في إعادة إعمار سوريا تحت حكم الأسد، لكن العقبة الرئيسية هي العقوبات على سوريا التي تفرضها الولايات المتحدة، ويمكن الافتراض أن روسيا ستسعى جاهدة مع إسرائيل لمساعد سوريا في ترويج نهج أكثر تساهلاً يتعلق بالخنق الاقتصادي حول الأسد”.
وأضافت أنه “على افتراض أن روسيا مستعدة وقادرة على المساعدة في تعزيز المصالح الاستراتيجية لإسرائيل وحلفائها في الشرق الأوسط في سوريا، فإن السؤال المطروح هو عن تكلفة المساعدات الروسية خارج نطاق القضايا الإنسانية، مع التأكيد على الدعم، بشكل غير مباشر أيضاً”.
يشار إلى أنه عند الإعلان عن الصفقة بين السورية-الإسرائيلية بقيادة موسكو، طرح محللون العديد من إشارات الاستفهام تتعلق بعدم استغلال روسيا لعلاقاتها مع “إسرائيل” لتعمل على وقف الاعتداءات “الإسرائيلية” المتكررة على سوريا، في الوقت الذي تعمل فيه “إسرائيل” باستمرار على استغلال الوجود الروسي في سوريا لخدمة مصالحها.