حذر باحثون بريطانيون من مخاطر المضادات الحيوية التي يتناولها الناس باستمرار لمواجهة الأمراض العابرة التي تصيبهم بين الفترة والأخرى.
ونقلت صحيفة “تلغراف” عن الباحثين أن أخذ مضادات حيوية لمرة واحدة قد يكون كافياً لتدمير بكتيريا مفيدة في الأمعاء، بشكل دائم أو لفترة لا تقل عن عام.
وكشف باحثون من كلية لندن الجامعية “يونيفرسيتي كوليدج لندن”، أن وصفة واحدة من المضادات الحيوية تستطيع إحداث تغيير في تركيبة “المكروبيوم” وهو مجموعة تضم تريليونات البكتيريا والفطريات التي تعيش في جسم الإنسان وتعمل على ضبط الجهاز المناعي، فضلاً عن إنتاج الفيتامينات وتسهيل تخلص الجسم من الفضلات.
وأوضح الباحثون أن المضادات الحيوية تؤدي إلى تراجع أنواع البكتيريا في الأمعاء، وهذا الأمر يؤدي إلى تزايد احتمال الإصابة بالأمراض.
وتحرص هيئة الصحة العمومية ببريطانيا، في الوقت الحالي، على تقليل تناول المضادات الحيوية، وسط مخاوف من أن يؤدي الإكثار منها إلى ظهور متاعب صحية مستعصية عن العلاج.
من جهتها، أفادت رئيس اللجنة المركزية لمكافحة العدوى في الإمارات، الدكتورة نجيبة عبدالرزاق، بأن 50% من المضادات الحيوية تصرف من دون حاجة طبية فعلية إليها، مشيرةً إلى أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع تنفذ خطة لمواجهة مشكلة اكتساب أنواع من البكتيريا مناعة ضد المضادات الحيوية، نتيجة الاستخدام العشوائي لها.
وذكرت أن الدراسة كشفت أن 8 من أخطر أنواع البكتيريا اكتسبت مناعة ضد المضادات الحيوية، وأن نحو 90% من استخدامات الناس العشوائية للمضادات الحيوية تكون لعلاج الفيروسات، في حين لا تستجيب الفيروسات لها في الأساس، الأمر الذي واجهته الوزارة من خلال القوانين التي حظرت صرفها دون وصفة، وعبر تثقيف المرضى والأطباء بأهمية البعد عنها.
يشار إلى أن معظم العلماء ربطوا بين مشكلات في بكتيريا الأمعاء واضطرابات مثل السمنة ومرض باركنسون والربو والحساسية والسكري والتوحد والسرطان.