اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قرار الرئيس جو بايدن، المتعلق بسحب قوات بلاده من أفغانستان بأنه ينسجم مع هدف الإدارة الأمريكية الجديدة المتمثل في تركيز الموارد على تحديات مثل الصين و(كوفيد-19).
وقال بلينكن في تصريحات لشبكة “إيه بي سي” الأمريكية أمس الأحد: “إن التهديد الإرهابى انتقل إلى أماكن أخرى” مضيفاً: “لدينا بنوداً هامة جداً على جدول أعمالنا بما فيها العلاقات مع الصين، والتعامل مع كل شيء من تغير المناخ إلى كورونا وهنا يجب أن نركز طاقتنا ومواردنا”.
من جهته، قال رئيس قسم الاستراتيجية الكبرى في معهد كوينسي الأمريكي ستيفن ويرثيم، في مقال له على مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية: “إن الحروب الأمريكية بعد ١١ أيلول أصبحت طويلة ونالت اعتراض اليمين واليسار الأمريكي ليس فقط على طول الحرب التي لا نهاية لها، لكن تكمن المشكلة في طبيعة الأهداف التي اختار قادة الولايات المتحدة السعي وراءها”.
وأشار ويرثيم عن طبيعة الحرب في أفغانستان، وسعي الرؤساء الأمريكيون السابقون لبناء دولة على أنقاض المتمردين، لكنهم اكتشفوا أنها مهمة لا يمكن لأي جيش أجنبي تحقيقها، وبدا ذلك واضحاً بعد زيادة القوات الأمريكية إلى 98 ألفاً فضلاً عن قوات “الناتو”.
وحول احتمال انسحاب أمريكا من مناطق أخرى في الشرق الأوسط، قال: “بقرار بايدن يبدو أن الإدارة الجديدة مستعدة لتفكيك الحروب الأمريكية الأبدية في الشرق الأوسط الكبير وما وراءه، وأنه عندما أعلن بايدن أن أمريكا عادت فإنه يقصد استعادة الاستراتيجية الكبرى لما بعد الحرب الباردة لتقسيم العالم إلى حلفاء وخصوم وتحمل أعباء عسكرية تجاه كليهما”.
واختتم الكاتب مقاله بقوله: “إن بايدن ربما يفاجئ الجميع مرة أخرى أثناء تقييمه ومراجعته لوضع القوات الأمريكية في سوريا والعراق، المنوط بها منع إعادة تنظيم داعش للحياة مرة أخرى”.