أثر برس

باحث: الموقع الاستراتيجي لسوريا أساسي لهجرة الطيور

by Athr Press B

خاص|| أثر برس تداول ناشطون سوريون على صفحات التواصل الاجتماعي صوراً لأسراب من الطيور في سماء دمشق، مع ظهور طائر اللقلق على أسطح بعض الأبنية ليلاً، وسط تساؤل عن سبب هذه الظاهرة وحول ما إذا كانت تعتبر طبيعية.

وفي السياق نفسه، قال المهندس والباحث في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية أحمد ايدك لـ”أثر”: “ملاحظة الناس لأسراب الطيور ليست جديدة؛ فالطيور تهاجر ليلاً وتمر فوق سوريا؛ فالموقع الاستراتيجي لسوريا أساسي لهجرة الطيور ما بين اوروبا وإفريقيا”.

وأضاف: “الكثير من أنواع الطيور الكبيرة مثل اللقالق والكركي والمغردات الصغيرة يعبروا سماء سوريا خلال هجرتها الربيعية والخريفية؛ فبعض الطيور عابرة فقط؛ وبعضها الآخر تستريح لعدة أيام ثم تتابع طريق هجرتها”، مبيناً أن الهجرة دائماً للطيور تكون إما ربيعية حيث تهاجر في فصل الربيع من أفريقيا لأوروبا، أو خريفية حيث تعود شتاءً إلى إفريقيا.

وتابع ايدك لـ “أثر”: “كل الطيور المهاجرة بالعالم تهاجر من الشمال للجنوب في رحلتين إحداهما خريفية والأخرى ربيعية، والآن بدأ موسم الرحلة الخريفية للطيور؛ وهذا الشيء ظاهرة طبيعية أن نرى الطيور في مدينة دمشق ليلاً تمر فوق سماء المدينة سواء لقالق أو عصافير صغيرة أو غير ذلك”.

سبب هجرة الطيور ليلاً

أوضح ايدك لـ”أثر” أن هناك العديد من أنواع الطيور ذات هجرة ليلية؛ هي تهاجر نهاراً ولكنها تفضل الهجرة الليلية، مضيفاً: “الاكتشافات العلمية الحديثة قد بينت أن الطيور تستدل على طريقها من خلال القمر والنجوم؛ بالإضافة أن الطقس ليلاً يكون مستقر نسبياً أكثر من النهار وألطف لجهة ارتفاع درجات الحرارة وتوهج الشمس لذلك تهاجر ليلاً”.

ولفت إلى أن هناك أنواعاً من الطيور وخاصة “الكركي” ذات هجرة ليلية أكثر من النهارية، متابعاً: “كنت أراقب طرق هجرتها مع علماء الطيور سابقاً في سوريا لتقدير أعدادها من خلال مناظير ليلية مخصصة لذلك”.

من جانبه، مسؤول وحدة البحث البيئي في محمية أبو قبيس المهندس جورج داوود بيّن لـ”أثر” أن الهجرة الخريفية تبدأ بشكل أساسي في 15 آب من كل عام، لافتاً إلى أن اللقلق الأبيض هو من أول الطيور المهاجرة حيث يهاجر ضمن مجموعات كبيرة ويعبر بعدد كبير من المناطق وهذا ما يجعله مُلاحظ من قبل الكثيرين.

وتابع داوود لـ “أثر”: “ويشارك اللقلق في هذه الصفات وبدرجة أقل (حوام العسل الأوروبي) وهو نوع من الجوارح يعبر في مجموعات؛ إلا أن ملاحظته أصعب بدون معدات مراقبة نظراً لحجمه الأصغر وألوانه المتماهية مع الطابع العام للسماء”.

وقال داوود: “معظم أنواع الطيور الحوامة الكبيرة تُفضل العبور فوق المناطق الجبلية التي تحوي على تيارات هوائية خاصة أنها تساعد في رفع الطيور وتقليل الجهد في الهجرة”، متابعاً لـ”أثر”: “بالنسبة لمواعيد الهجرة الربيعية والخريفية لم ألاحظ أي تغيير على مواعيد الهجرة من خلال مراقبتي الشخصية خلال الأعوام السابقة ولا يوجد أي مصدر عالمي يتحدث عن حدوث أي تغيير على هذا الأمر، لكن هناك أيام يكون فيها زخم أكبر في الهجرة وهذا متعلق بالرياح وتغير الطقس وهذه التغيرات تسهل الطيران الحوام (فرد الأجنحة مع حركة خفيفة)”.

حول حركة اللقلق ليلاً؛ قال داوود لـ “أثر”: “اللقلق الأبيض يهاجر نهاراً ويكون الموعد عادةً بين الساعة التاسعة صباحاً والواحدة ظهراً، ومساءً بين الخامسة والسابعة ثم يبحث عن مكان للاستراحة ليلاً وغالباً في مناطق سهلية تؤمن له الغذاء من قوارض وحشرات، لكن الحركة الليلية تكون بسبب إزعاج هذه الطيور في مناطق مبيتها من قبل الصيادين غالباً”.

وختم مسؤول وحدة البحث البيئي في محمية أبو قبيس المهندس جورج داوود كلامه لـ “أثر” قائلاً: “سوريا تقع على أحد الطرق الهامة للهجرة بين أوروبا وأفريقيا، وتعتبر منطقة ريف دمشق والمناطق المحيطة بالعاصمة مناسبة لاستراحة اللقلق الأبيض حيث يفضل المناطق المفتوحة قليلة الأشجار لتأمين غذاء للطريق؛ حيث يتغذى في الصباح الباكر على السحالي القوارض والحشرات قبل بداية التحرك؛ وبعدها ينتظر ارتفاع درجات الحرارة التي تسخن الهواء وتتشكل تيارات رافعة تساعده في الطيران بأقل جهد”.

دينا عبد

اقرأ أيضاً