خاص || أثر برس غداة تداول صور حيوان “غرير الشرق الأوسط” الذي تم رصده مقتولاً على طريق الديماس بريف دمشق، وردت استفسارات عن هذا الحيوان واحتمال وجود مجموعات منه في المنطقة، وهل هو نادر فعلاً أم لا.
حيث أكد خبير الحياة البرية السورية المهندس أحمد ايدك لـ”أثر برس”، أن غرير الشرق الأوسط (Meles canescens) أو ما يسمى في بعض المناطق السورية بالغريري، لا يعتبر من الأنواع النادرة في سوريا، وهو موجود منذ زمن طويل في أغلبية المناطق السورية باستثناء المناطق الجافة في البادية، وأوسع انتشار له في سوريا هي المنطقة الساحلية وريف دمشق والمنطقة الجنوبية.
ونوّه ايدك، بأنه يتم في أحيان كثيرة الخلط بينه وبين غرير العسل، وهما نوعان مختلفان تماماً عن بعضهما.
وتعتبر ديدان الأرض هي الغذاء الأساسي للغرير، بحسب ما أوضح الخبير، بالإضافة إلى ذلك فهو يتغذى أيضاً على الحشرات الكبيرة بكافة أنواعها، إضافة إلى الفئران والجرذان والقنافذ، ومن أطعمته المميزة أيضاً الدبابير، فهو يهاجم أعشاش الدبابير ويقوم بالتهام اليرقات والبيض، وفي أحيان قليلة يتغذى على الفاكهة والحبوب.
وذكر ايدك أنه من الإشاعات عن هذا الحيوان هي أنه يحفر القبور لأكل الجثث وهذه مجرد خرافات لا أصل لها من الصحة، فهو لا يأكل الجيفة أبداً، كما أنه لا يهاجم البشر مطلقاً، فهو ليس من الحيوانات الشرسة أبداً ولكنه يدافع عن صغاره من خلال بعض الحركات والأصوات عند شعوره بالخطر عليهم.
كما يعتبر غرير الشرق الأوسط من الحيوانات الاجتماعية عادة التي تعيش ضمن مجموعات في جحور تحفرها بأنفسها غالباً والتي تتألف من عدة ممرات ومجموعة من الغرف.
وأشار خبير الحياة البرية إلى أن حيوان الغرير لا يعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض بحسب الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة IUCN ، مضيفاً في الوقت نفسه أنه يتم قتل هذا الحيوان بشكل دائم من قبل الصيادين دون أي سبب، لكن لمجرد التباهي بصيده، ويتعرض كثيراً للصدم من قبل السيارات والآليات الأخرى بسب حركته البطيئة، وإن استمر قتله بشكل دائم كما هو الحال حالياً فسيكون في المستقبل مهدداً بالانقراض في سوريا بالطبع.
وكان “أثر برس” نشر تقريراً عن رصد حيوان غرير الشرق الأوسط على طريق الديماس – صحارى، وذكر أنه حيوان نادر اعتماداً على تأكيد بعض سكان المنطقة بأنهم لم يشاهدوا من قبل هذا الحيوان، وإنما حيوانات أخرى كالسناجب والحجل، ليؤكد خبير الحياة البرية المهندس أحمد ايدك أن هذا الحيوان غير نادر، وإنما انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتصوير الحيوانات ونشر صورها، تجعل البعض يظن أنها أول مرة يتم فيها رصد حيوان ما.