خاص|| أثر برس تتصاعد حرارة الجبهات في المناطق الفاصلة بين سيطرة القوات التركية وفصائلها من طرف و”قوات سوريا الديمقراطية- قسد” المدعومة أمريكياً من طرف آخر شمالي وشمال شرقي سوريا، وذلك بالتزامن مع التصريحات التركية بضرورة وجود “منطقة آمنة” أخرى داخل الأراضي السورية التي تسيطر عليها قوات “قسد”.
وقالت مصادر ميدانية ومحلية لـ “أثر” إن القوات التركية وفصائلها، كثفت من تحركاتها العسكرية في مناطق التماس بمحيط عين عيسى بريف الرقة وببلدتي تل تمر وأبو راسين بريف محافظة الحسكة، خلال الفترة الماضية، بعد إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة مع تحصين النقاط وإجراء تحليق مكثف للطيران المسيّر والحربي في سماء المنطقة.
وأشارت المصادر إلى أن القوات التركية استقدمت تعزيزات كبيرة وحشدت قواتها على أطراف بلدة عين عيسى الاستراتيجية شمالي الرقة وعدد من القرى المجاورة لشن هجماتٍ جديدة.
وتابعت المصادر أن القوات التركية صعّدت من هجماتها على شمال وشرق سوريا وخاصة في بلدات عين عيسى بريف الرقة وأبو راسين وتل تمر بريف الحسكة ومناطق ريفي منبج وعين العرب بريف حلب التي باتت تشهد هجمات شبه يومية، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيّرة في سماء المنطقة، منذ مطلع شهر نيسان الماضي .
وتستخدم القوات التركية المدفعية الثقيلة، والدبابات والصواريخ، إلى جانب الطائرات المسيّرة في قصف كل من قرى المعلق، الجديدة، الخالدية، الهوشان ومخيم عين عيسى في الريف الشرقي لبلدة عين عيسى، وقرى المشيرفة، الفاطسة وجهبل في الريف الغربي وقرية صيدا شمالها؛ إلى جانب أحياء بلدة عين عيسى.
وأكدت المصادر أنه إلى جانب الهجمات والاستهداف اليومي، هناك تحركات مكثفة لفصائل “الجيش الحر” منذ مطلع نيسان الماضي، على خطوط التماس تزامناً مع استقدام أسلحة ثقيلة أخرى إلى قواعدها ونقاطها، وسط تحليق دائم لطائراتها المسيّرة.
كما لفتت المصادر إلى أن الفصائل”الكردية” الممثلة بقوات “قسد” هي الأخرى تقوم بتعزيز مواقعها ومراكزها في المناطق المذكورة مع استمرارها بعمليات حفر الأنفاق والخنادق بين منازل المدنيين ومشاريعهم الزراعية.
كما تقوم هذه القوات بقصف مواقع وتمركزات فصائل أنقرة بريف مدينة رأس العين الشرقي بريف الحسكة الواقعة تحت سيطرة القوات التركية والتي طال قواعده القصف الكردي خلال الفترة الماضية ليقوم الأخير برد بشكل مكثف وعشوائي أدى لوقوع أضرار بشرية ومادية كبيرة في صفوف المدنيين وممتلكاتهم الخاصة والعامة.
وفي نفس السياق، بيّنت المصادر أن القوات الروسية التي دخلت المنطقة كقوى ضامنة برفقة قوات حرس الحدود التابعة للجيش السوري، إبان الهجوم التركي على شمال سوريا نهاية عام 2019، تقوم بدورها كـ “ضامنة” لوقف إطلاق النار، بعد اتفاق أُبرم بين الرئيس الروسي، ورئيس الدولة التركية في العاصمة الروسية موسكو، حيث أن جميع النقاط والقواعد الروسية متواجدة في مواقعها دون أي تغير في خريطة السيطرة.
وأضافت المصادر أن القوات الروسية نفّذت خلال الساعات الماضية عدداً من الدوريات الجوية في مناطق التماس بريفي تل تمر وأبو راسين شمال غربي محافظة الحسكة.
في حين شهدت المناطق الحدودية مع تركيا والواقعة تحت سيطرة “قسد” انعدام شبه تام لحركة المدنيين بالأسواق في كل من الدرباسية وأبوراسين وتل تمر بريف الحسكة وعين العرب بريف حلب الشرقي، عند الحدود السورية – التركية، وسط ترقب وتخوف لدى الأهالي من إعلان الرئيس التركي عن العملية العسكرية التي تستهدف شمالي سوريا.
وأصدر المركز الإعلامي لـ “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، أمس الأربعاء، بياناً كشف فيه عن ورود معلومات عن تحركات مرتزقة الاحتلال التركي على خطوط التماس، جاء فيه:
“وردت تقارير عديدة من مصادر متعاونة تؤكد تمركز مرتزقة تنظيم (حرّاس الدين) الإرهابي في قريتي كباشين وباسوطة بريف عفرين الجنوبي إضافة إلى نقاط عديدة في خطوط التماس الجنوبية وذلك بالتوازي مع إخراج مرتزقة (فيلق الشام) من تلك القرى من قبل الاستخبارات التركية”.
المصادر ذاتها أكدت تمركز أكثر من 300 مسلّح من “جبهة النصرة” في قريتي فافرتين وبازيرة إضافة إلى تمركز سابق لمسلحي “الجبهة” في قرية باصوفان ومنطقة الشيخ عقيل بريف عفرين الجنوبي، وذلك بعد اجتماع مع متزعمي مسلحي أنقرة في مدينة سرمدا بإدلب برعاية تركية، حيث اتفق الطرفان على إعادة تموضع مسلحي “النصرة” في جبهات ريف حلب الشمالي والشرقي وتسهيل تحركاتهم في مناطق عفرين، الباب، وجرابلس.
وأضاف البيان أن “التوزع الجديد للفصائل الإرهابية وفي مقدمتها (حرّاس الدين – هيئة تحرير الشام)، يأتي في إطار الخطط التركية لإنشاء حزام أسود على خطوط التماس انطلاقاً من ريف عفرين الجنوبي وصولاً إلى محاور منبج وريف كوباني الغربي، واستخدام هؤلاء الإرهابيين في أي عدوان محتمل.
يشار أن هذه التطورات العسكرية في المنطقة تأتي في ضوء الحديث والتصريحات التركية الصادرة من القيادة فيها عن نيتهم شن عملية عسكرية جديدة ضد مواقع سيطرة الفصائل “الكردية” المرتبطة بمقاتلي “حزب العمال الكردستاني” المحظور في تركيا، داخل الأراضي السورية وإقامة منطقة آمنة جديدة بحسب التصريحات.
المنطقة الشرقية