عقب انتهاء اجتماع روما حول سوريا الذي يترأسه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أصدرت الدول المشاركة بياناً جددت فيه تأكيدها على رغبتها بفتح معابر شمالي غرب سوريا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخارجية عن سيطرة الدولة السورية دون تمريرها عن طريق الأخيرة.
وشارك في الاجتماع 19 دولة، وأصدروا بياناً جاء فيه: “نحن، وزراء وممثلي الولايات المتحدة وإيطاليا وكندا ومصر وفرنسا وألمانيا واليونان والعراق وإيرلندا واليابان والأردن ولبنان وهولندا والنرويج وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة وممثلي جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، التقينا اليوم على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمناقشة الأزمة في سوريا، وشددّنا على الأهمية الحاسمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية، بما في ذلك المساعدة المنقذة للحياة والاستجابة لوباء كوفيد-19 لجميع السوريين المحتاجين وبكل الطرق الممكنة، بما في ذلك من خلال توفير وتوسيع آلية الأمم المتحدة عبر الحدود التي لا يوجد بديل مناسب لها، كما أكّدنا على أهمية استمرار الدعم للاجئين السوريين والدول المضيفة إلى أن يتمكن السوريون من العودة طواعية إلى ديارهم بأمان وكرامة بما يتماشى مع معايير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” وفقاً لما نشرته وزارة الخارجية الأمريكية.
وتابعت الدول المشاركة: “ورحبنا بالإيجاز الذي قدمه المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن وأكّدنا من جديد دعمنا القوي للجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بجوانبه كافّة، بما في ذلك استمرار دعم وقف إطلاق فوري للنار على مستوى البلاد بأسرها، وإيصال المساعدات من دون عوائق وبشكل آمن، واللجنة الدستورية، وكذلك مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره”.
ووفقاً لما نشرته سابقاً، صحيفة “الشرق الأوسط حول هذا الاجتماع، فإن أمريكا وسّعت قائمة المدعوين إلى الاجتماع لتضم الجامعة العربية، وذلك بهدف التطرق إلى ملف “التطبيع العربي مع دمشق”، للضغط على روسيا للموافقة على قرار الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا “عبر الحدود”.
وفي هذا الصدد، تخلل الاجتماع العديد من اللقاءات الخاصة بين وزراء خارجية دول الخليج وغيرهم من الدول المشاركة، وذلك لبحث مستجدات المنطقة، وتم إيلاء الملف السوري مساحة في هذه اللقاءات، ووفقاً لوكالة الأنباء القطرية “قنا” التقى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، وجرى التباحث حول تطورات الأوضاع في المنطقة، وخاصة في فلسطين وليبيا وسوريا وأفغانستان.
كما التقى آل ثاني مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، حيث تم خلال اللقاء استعراض تطورات الأوضاع في سوريا.
من جهتها، أفادت وكالة “واس” السعودية بأن وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، بحث مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، مستجدات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”، كما التقى مع وزير خارجية هولندا سيغريد كاغ، والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، إضافة لوزير خارجية العراق.
وبالتزامن مع تأكيد الدول الـ19 في الاجتماع الذي ترأسه وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، علّق الأخير خلال الاجتماع على العدوان الأمريكي الذي شهدته الحدود السورية-العراقية، والذي أودى بحياة طفلة وتسبب بإصابة العديد من المدنيين، حيث قال: “إن الولايات المتحدة اتخذت إجراء ضرورياً ومناسباً ومدروساً بالضربات الجوية في العراق وسوريا بهدف الحد من احتمالات التصعيد” إلا أن هذه الخطوة كانت بداية للمزيد من التصعيد، حيث تم أمس الاثنين استهداف قاعدة للقوات الأمريكية في حقل العمر النفطي ما تسبب بإصابة عناصر من “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” الذين توظفهم واشنطن في قاعدتها.