رأى الأمين العام المساعد لاتحاد القوى السورية سعد القصير، أن إقدام “التحالف الدولي” على تأسيس قوة عسكرية قوامها ثلاثين ألف فرد، تنتشر على الحدود السورية مع تركيا والعراق، بمثابة “محاولة لتقسيم سوريا من جديد وإشعال حرب عواقبها وخيمة” على حد تعبيره.
وقال القصير في حديث خاص لوكالة “سبوتنيك” الروسية: “إن أمريكا تدرك أنها تسببت في أزمة خلال الأشهر الماضية، بعدما دعمت بقاء قوات سوريا الديمقراطية في عدد من المناطق، ووضعها تحت سيطرتها وها هي الآن تحكم سيطرة هذه القوات على الحدود السورية، في محاولة لتقسيم البلاد”.
وأضاف القصير “الأمر لن يقتصر على أزمة سياسية فحسب، بل قد يمتد إلى أزمة عسكرية، إذا ما أصرت الولايات المتحدة الأمريكية على استكمال هذا المخطط غير الشريف، فمن ناحية إذا تكرر وضع الحدود تحت يد قوات سوريا الديمقراطية بدلاً من الجيش السوري صاحب الحق الأصيل، فقد تشب معركة حامية بين الطرفين، لا يعرف أحد إلى أين تنتهي” حسب وصفه.
وأشار السياسي المذكور إلى أن هناك أمر آخر لا يجب إغفاله، وهو “أن وضع 30 ألف جندي على الحدود مع العراق وتركيا من بينهم أكراد، أمر من شأنه أن يشعل حرباً شعواء، فمن ناحية تتعامل تركيا مع الأكراد باعتبارهم الخطر الأكبر الذي يهدد وجود الدولة، ومن ناحية أخرى، نجد تركيا تخرج عن اتفاقاتها السابقة مع أمريكا بسبب دعمها الدائم للأكراد في سوريا والعراق وتركيا”.
وشدد القصير على أن الأزمة بين الولايات المتحدة وتركيا تزداد كل يوم، “وكل المؤشرات تدل على ذلك، فأمس كان تصريح لمسؤول تركي كبير، أكد فيه أن تدريب الولايات المتحدة للقوة الأمنية الحدودية الجديدة، كان السبب المباشر وراء استدعاء القائم بالأعمال الأمريكي في أنقرة الأربعاء الماضي، أي أن تركيا بدأت تتحرك سياسياً بالفعل” على حد قوله.
ولفت القصير إلى أن “سوريا، وحليفتها روسيا، لن تسمحا بأي أعمال من شأنها أن تهدد وحدة واستقرار الأراضي السورية”.
يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم حالياً بتدريب “طلائع القوة الجديدة”، التي ستنتشر على حدود المنطقة التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” التي تضم “فصائل مسلحة” في شمال وشرق سوريا وتهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية.