أثر برس

“بالمعمول والكليجة”.. مغتربون سوريون يحيون طقوس العيد في المهجر

by Athr Press B

خاص|| أثر برس تُصر الأربعينية نبال على إعداد حلوى العيد في المنزل بمشاركة ابنتيها ريتا (14 عاماً) ورند (10 أعوام) رغم تنوع الأصناف في المحال من حلويات عربية وغربية في مدينة برلين الألمانية حيث تقيم العائلة منذ 7 سنوات.

تقول نبال لـ “أثر”: “أشعر أنني أعيّد في مدينتي حمص كأيام زمان عندما تبدأ رائحة المعمول تفوح في المطبخ وأستذكر كيف أشارك والدتي بصنع المعمول بعجوة والسادة عندما كنت بمثل عمر ابنتي ناي”، مضيفة: “تفاصيل يظنها البعض بسيطة لكن لها قيمة كبيرة في نفوسنا هي سكينتنا في الغربة ومن خلالها أتحدث لبناتي عن العيد وطقوسه مع الأهل والأقارب والجيران.. كان للفرح معنى آخر أحاول صنعه لبناتي ومع الأصدقاء من عرب وحتى الأجانب”.

بدورها، السيدة براءة تقيم في السويد منذ 5 سنوات تقريباً، وتؤكد أنها كانت في السابق تشتري حلوى العيد جاهزة أو تأخذ حصة مما تصنعه والدتها وحماتها ولكن الآن في بلد الاغتراب لا يمر عيد أو مناسبة إلا والحلوى الشامية من برازق وغريبة ومعمول تتباهى بأنه من صنع يديها رغم وجود فروع لأفخم وأعرق المحال التي تبيع الحلويات العربية بكل دول العالم.

ويوضح زياد (زوج السيدة براءة) والذي يشاركها تفاصيل شراء لوازم الحلويات وزينة رمضان في المنزل، أنه لم يكن يولي تلك الأمور الأهمية لكن الآن باتت تعني له الكثير فهي تذكره ببلده وبالأحبة ويحث أولاده الأربعة على متابعتها.

ولأم سندس (الحسكاوية) كما تحب أن تنادى حكايات مع حلويات العيد التي تتفنن بإعدادها منذ كانت في بيت أهلها ثم بيتها ونقلت ذلك إلى مكان إقامتها الحالي في ليفربول، وتقول لـ “أثر”: “لدي 5 بنات 3 منهن في الجامعة والكل أصبح يتقن صنع الحلوبات العربية لأني أصنعها أمامهم في المنزل وحتى الشعبية منها كالعوامة والمشبك والقطايف وهي أساسية على مائدة الإفطار في رمضان”.

وعبر صفحتها على الفيس بوك جذبت سندس عدد كبير من المغتربين الذين يسألونها عن وصفات وطريقة التحضير، موضحة أن “مثل هذه الطقوس مصدر سعادة لها ولأسرتها وتبعث في نفوسهم مشاعر الحنين لسوريا وذكريات جميلة يستحضرونها لأطفالهم كطقوس تراثية ليس في رمضان أو عيدي الفطر والأضحى بل عبر الزينة وأكلات رمضان خاصة الأكلات البيضاء من شاكرية وكوسا بلبن وشيشبرك وغيرها وشراء ثياب العيد وإعطاء العيدية وغيرها من تفاصيل محببة يستذكرها كل مغترب بشكل أكبر من غيره ويشعر أن من واجبه الحفاظ عليها والتعريف بها لأنها من تراثه “.

أما رزان ستحضّر المطبخ الديري كما تقول وما يشتهر به من حلوى الكليجة والأقراص مع حبة البركة وغيرها، موضحة لـ “أثر” أن كل ما يخطر على البال من مستلزمات صناعتها متوفر في أسواق ألمانيا رغم أنها تقيم في مقاطعه ريفية بعيدة.

إلى جانب طقوس زينة رمضان والأكلات اللذيذة ومع اقتراب عيد الفطر بدأت رزان بتحضير حلويات العيد خاصة الكليجة وتشارك جارتها أم هشام من دير الزور أيضاً في صناعة كميات منها لتوزيعها على الجيران من عرب وأجانب، وتضيف لـ “أثر”: “رغم أن الغربيات لا يفضلن السكر الكثير بالحلويات إلا أنهم يسعدون به فالحلويات عالية السكر تعطي طاقة خاصة وأن معظم أيام السنة ثلوج حيث مكان إقامتي حالياً”، وتتابع مبتسمة: “أقنع جاراتي وصديقاتي الأجنبيات بأكل أكثر من قطعة فمذاق مثل هذه الحلويات لا يقاوم وأصبحوا ينتظرون ضيافة العيد مني كل عام ورغم تعب الغربة ومشاعر الحزن لبعدنا عن الأهل والوطن إلا أن مشاعر جميلة أعيشها مع عائلتي أحرص عليها لتأكيد ارتباطنا بتراثنا وبكل ما نحب”.

ومن الدنمارك تؤكد علا أنه رغم تنوع الأكلات والحلويات إلا أن ما تعده المرأة السورية في مطبخ البيت له خصوصيته، مشيرة إلى أن زوجها يقيم مؤدبة إفطار كبيرة في آخر أسبوع برمضان ورغم تعبها في المطبخ إلا أن كلمات الثناء والأسئلة حول آلية الطبخ والمكونات التي تتكرر كل مرة من قبل المدعوين من عرب وأجانب من مختلف البلدان يشعرها بالسعادة لأنها نقلت المطبخ السوري إلى كل مكان.

علا (مغتربة) اليوم تستعد لإعداد مختلف أنواع الحلويات العربية وفي مقدمتها معمول العيد وأمام أطباق التمر المعجون والجوز المدلوك بالسكر وماء الزهر والراحة الدرعاوية تبدأ تتفنن بحشي المعمول ومع رائحة استواء أول صينية تخرج من الفرن تنتظر سماع صوت زوجها يقول: “الله الله كأني في بيت أهلي ويحكي لأبنائه نور وشهد وعمر الكثير عن حكايا العيد من الألعاب بساحة العيد خاصة ركوب الحصان والقلبيات التي تدور بسرعة ورغم الخوف يركبها كل من يريد أن يقول إنه شجاع.. والثياب الجديدة والعيدية وغيرها وفي كل مرة يصغي الأولاد بدهشة لحديثه كأنه يسرد لأول مرة، حيث يقول لهم تعالوا أحكي لكم عن العيد بسوريا من طق طق إلى السلام عليكم “.

 

اقرأ أيضاً