أثر برس

في أول جولة له في الشرق الأوسط.. بايدن مُجبر على تجاوز خطوطه الحمراء

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس في أول جولة له في الشرق الأوسط.. بايدن مُجبر على تجاوز خطوطه الحمراء يهتم العالم العربي والغربي بجولة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى الشرق الأوسط، والتي ستبدأ بتاريخ 12 تموز القادم من فلسطين المحتلة وتنتهي بالسعودية، ويبدو أنها ستتجاوز بعض الخطوط الحمراء التي سبق أن أعلنت عنها إدارة بايدن، بخصوص علاقاته مع بعض الدول العربية.

رحلة الرئيس الأمريكي قد يتخللها قمة عربية-أمريكية بين (بايدن وقادة الخليج ومصر والأردن والعراق)، وحول الهدف المُعلن من هذه الرحلة، أعلن عنه البيت الأبيض في بيان له جاء فيه: “الغرض من الزيارة هو تعزيز التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل وازدهارها”، بالتزامن مع الحديث عن وساطة أمريكية للتقريب بين تل أبيب والرياض.

تحضيرات عربية ما قبل جولة بايدن:

قبل أن تبدأ جولة بايدن في الشرق الأوسط بثلاثة أسابيع، عُقد الأحد 19 حزيران الجاري في شرم الشيخ قمّة مصرية-أردنية-بحرينية، برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبحضور ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، وملك الأردن عبدالله الثاني، ونقلت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية عن مصدر حكومي مصري تعليقه على القمة بقوله: “النشاط العربي الراهن يهدف بالأساس لتنسيق المواقف استعداداً لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية، فضلاً عن مناقشة آخر مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما تداعيات تأثير الحرب الروسية – الأوكرانية على المنطقة”.

قمة شرم الشيخ، جاءت أيضاً قبل يومين من جولة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي بدأت اليوم الثلاثاء في مصر ومن المفترض أنها ستشمل تركيا والأردن، حيث أكد وزير الإعلام الأردني السابق سميح المعايطة، خلال تصريح لوكالة “الأناضول” التركية أن “الهدف من الزيارة هو التنسيق استعداداً لزيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة وللشقيقة السعودية”.

جدول أعمال بايدن:

يبدو أن زيارة بايدن إلى فلسطين المحتلة، فاءلت الكيان الإسرائيلي إلى حد كبير، حيث علّق رئيس الحكومة الإسرائيلية “نفتالي بينيت” على هذه الزيارة بقوله: “في إطار زيارة بايدن، سيتم الكشف عن إجراءات أمريكية لتعزيز تكامل إسرائيل في الشرق الأوسط وازدهار المنطقة بكاملها، إلى جانب اتفاقيات لتعزيز التعاون الأمني والمدني بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.

واللافت أنه بعد زيارته إلى “تل أبيب” سيتجه بايدن إلى السعودية، بعدما تعهّد أن يجعلها دولة “منبوذة” جراء جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي، لكن الإعلان عن زيارة السعودية ترافق مع تأكيد من قبل بايدن، خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة 17 حزيران الجاري على أنه لن يتوجه إلى السعودية للقاء ولي العهد السعودي، حيث قال: “لن ألتقي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، سأحضر اجتماعاً دولياً، وسيكون جزءاً منه” وفقاً لما نقلته قناة “cnn” الأمريكية، لتصرّح بعد يومين، وزيرة الطاقة جنيفر جرانهولم، عبر القناة الأمريكية ذاتها أن بايدن سيلتقي ابن سلمان على انفراد، مشيرة إلى هذا اللقاء يعني تراجع بايدن عن تعهده السابق المتعلق بجعل البلاد “منبوذة” لدورها في قتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، حيث أشار مقال نشره ” معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي” إلى أن “بعض المراقبين يرون أن بايدن سيدفع ثمناً داخلياً باهظاً نتيجة قرار زيارة السعودية، خاصة مع لقائه المتوقع مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بسبب تورط الأخير في مقتل الصحفي جمال خاشقجي”.

بايدن، سبق أن أعرب على استعداده للقاء ابن سلمان، وذلك عندما طلب التكلم معه هاتفياً لبحث ملف زيادة توريدات النفط إلى الغرب، لكن ابن سلمان رفض حينها التكلم مع بايدن، والآن يبدو أن الوضع في الداخل الأمريكي تجاوز قدرة بايدن على الالتزام بسياساته التي رسمها عند تولي منصبه، حيث أشار مقال تحليلي نشره موقع “المونيتور” الأمريكي إلى أن “الحرب في أوكرانيا، والعقوبات الأمريكية والغربية اللاحقة على روسيا، ساهمت في ارتفاع أسعار الوقود إلى مستويات قياسية، فلأول مرة، يزيد سعر جالون البنزين في الولايات المتحدة عن 5 دولارات – أي ما يصل إلى 6 دولارات في بعض الولايات – وهو خط أحمر بالنسبة للمستهلكين في الولايات المتحدة”، مشيراً إلى أن “هذا الواقع الصعب أجبر بايدن على تغيير موقفه من السعودية من عدم التعامل معها بشكل مباشر”. وفي هذا السياق لفتت “نيزافيستيا غازيتا” الروسية أنه على صعيد الداخل الأمريكي، يعتبر بايدن أمام تحدي، حيث نشرت: “الآن، القدرة على تقليل الاحتكاك مع الرياض ستحدد ما إذا كان للرئيس الأمريكي فرصة لتحييد تداعيات الأزمة في سوق الطاقة العالمية في الداخل، والتي فتحت عمليا زاوية ملائمة للجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي المقبلة”.

النفط ليس الهدف الوحيد:

التقارير الأمريكية أشارت إلى أن ليس وضع الداخل الأمريكي فقط الذي أجبر بايدن، على كسر الجمود السعودية بل ثمّة ضغوطه من حلفائه ألزمته بالأمر، حيث نقلت قناة “CNN” عن مسؤولين أمريكيين قولهم: “إن البيئة الأمنية غير المستقرة دفعت إسرائيل إلى الضغط بشدة على بايدن لزيارة المملكة العربية السعودية ولقاء ولي العهد السعودي”، فيما قال أحد مساعدي الكونغرس المطلع على المداولات قوله: “يشعر الكثير من شركائنا بقوة أن سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران تجعلهم بطبيعتهم أقل أماناً” مضيفاً أن “بعض الدول قد تبدأ أيضاً في البحث عن شركاء آخرين، مثل الصين.. فالسياسة الأمريكية متقلبة السياسة الأمريكية متقلبة للغاية، وإذا تعلمت المملكة والآخرون أي شيء ، فهو أنهم لا يستطيعون وضع كل ما في وسعهم في الولايات المتحدة” وفقاً لما نقلته CNN.
كيف ستنتهي هذه الزيارة:
يشير الخبرء إلى أنه بالرغم من تحضيرات الدول العربية من المبكر بعد التنبؤ بنتائج هذه الجولة الأمريكية، لافتين إلى أن جميع ما سبق ذكره مرتبط بتفاصيل عديدة متعلقة بحسابات شخصية وتحالفات لكل طرف على حدا، وفي هذا السياق قال المقال الذي نشره ” معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي”: “لا يزال من السابق لأوانه تقييم ما إذا كانت زيارة “بايدن” إلى المنطقة تعكس تغييرا استراتيجيا يتجلى في الإرادة والقدرة على إنفاق المزيد من الموارد في الشرق الأوسط، أم أن الزيارة لن تتجاوز الأهداف التكتيكية المتعلقة بالأزمة في أوروبا”.

زهراء سرحان

 

اقرأ أيضاً