تم الإعلان رسمياً من الإعلام الأمريكي عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن ، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والواضح أن الولايات المتحدة قادمة على حقبة جديدة تتمثل بانقسامات داخلية، إلى جانب الحديث عن تغيرات محتملة بسياستها الخارجية، ما دفع المحللين إلى الحديث عن تأثير هذه التغيرات على الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد، خصصت “رأي اليوم” في مقال نشرته الحديث عن السعودية وموقفها من فوز بايدن، فنشرت:
“التأخّر السعودي في تهنئة الرئيس المُنتخب، قد يطرح تساؤلات حول شكل وطبيعة العلاقة التي ستجمع القيادة السعوديّة والأمريكيّة، حيث علاقات ممتازة جمعت البلدين خلال إدارة ترامب، فيما تصريحات بايدن، تشي بالكثير المُتغيّر، فصحافة السعوديّة ومنصّاتها، ذكّرت مراراً، وتكراراً، بتصريحات عدائيّة من قبل بايدن تجاه بلادهم، وتعهّده بعدم تقديم المصلحة السياسيّة على المصالح الإنسانيّة، ورفع الدعم الأمريكي للسعوديّة في حرب اليمن”.
وفي “العرب” اللندنية جاء:
“يدلل الفارق البسيط بين المتنافسين على الصعوبات المستقبلية إذ سيحكم جو بايدن بلاداً ترك عليها دونالد ترامب بصماته ولن تكون مهمته سهلة في مقاربة الكثير من الأمور في ظل استمرار سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ.. خلاصة القول إن انتصار جو بايدن في الرئاسة الأميركية سيحمل في السياسة الخارجية تعديلات وليس قطيعة في العمق، ولن تكون هناك فوارق جوهرية بين أمريكا سابقاً وأمريكا الآن”.
وفي مقال آخر نشرته الصحيفة ذاتها تحت عنوان: “الانتخابات الأمريكية: ماذا تعني للشرق الأوسط؟” جاء فيه:
“كان إلغاء الاتفاق النووي مع إيران هو أحد أهم المواضيع التي ركز عليها ترامب في حملته السابقة 2016 وكان موضوع نقل السفارة الأمريكية هو الموضوع الثاني وقد صدق ترامب في وعوده لناخبيه في المسألتين، فماذا سيتغير في حالة فوز جو بايدن نحو هاتين المسألتين؟ لا شيء، جو بايدن حليف قديم لإسرائيل والسفارة لن تعود إلى تل أبيب، ولا يأمل الإيرانيون كثيراً من بايدن”.
أما “القدس العربي” فتحدثت عن خدمات قدمها ترامب خلال فترة حكمه لزعماء في الشرق الأوسط، حيث ورد فيها:
“لا يمكن إنكار، من جهة أخرى، أن وجود ترامب لأربع سنوات في «البيت الأبيض» قدّم الإلهام والدعم والمؤازرة لنجاح شخصيات مثل بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في البقاء بالحكم، وفي صعود شخص مثل جاير بولسانور، الملقب بترامب البرازيل، والشهير أيضا بتصريحات تؤيد الانقلابات العسكرية وتهين النساء والبرازيليين الزنوج، وتصريحاته المناهضة للاتحاد الأوروبي، وتأييده لأشخاص مثل فيكتور أوربان، رئيس الوزراء الهنغاري، المشهور بممارساته الفظيعة ضد اللاجئين والمهاجرين، من دون أن ننسى طبعا علاقته بولي العهد السعودي محمد بن سلمان”.
عند الانتقال من رئيس جمهوري خصص للتجارة مساحة واسعة من فترة حكمه من خلال صفقاته وعلاقاته السياسية مع الدول الخارجية، إلى رئيس ديمقراطي سياسي بالتأكيد سيكون هناك العديد من الأطراف المتأثرة بهذا الانتقال، وهي الأطراف التي تعاملت مع دونالد ترامب وعقليته التجارية فقط بعيداً عن سياسة الدولة، مثل دول الخليج، أما عند الحديث عن دول كانت علاقاتها مع الولايات المتحدة بفترة حكم ترامب، مجرد سياسة خارجية مع دولة دون السماح لها بالتدخل بشؤونها الداخلية لا سلباً ولا إيجابياً فحتماً لن يتأثرون بشخص الرئيس الأمريكي من هو، خصوصاً وأن مواقف بايدن وترامب، إزاء هذه الدول شبه متطابقة.