قدّم الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الأربعاء، إحاطة للكونغرس الأمريكي تتعلق بالاستهدافات التي نفذتها القوات الأمريكية في سوريا والعراق مؤخراً.
وتطرّق بايدن في خطابه الذي ألقاه في جلسة الكونغرس المتعلقة بقرار التفويض باستخدام القوة العسكرية، إلى الهجمات التي تعرضت لها القوات الأمريكية في سوريا والعراق، مشيراً إلى أن “هذه الهجمات وضعت حياة أفراد من الولايات المتحدة وقوات التحالف العاملة معها في خطر كبير”.
وأضاف: “في السابق، رداً على هذه الهجمات والتهديد بهجمات مستقبلية، وبناء على توجيهاتي، نفذت قوات الولايات المتحدة ضربات استهدفت منشآت في العراق وسوريا”.
وتابع بايدن: “في ليلة 25 كانون الأول 2023، بناء على توجيهاتي، نفذت القوات الأمريكية ضربات منفصلة ضد ثلاث منشآت في العراق” مشيراً إلى أنه “تم تنفيذ الضربات لردع الهجمات المستقبلية وتنفيذها بطريقة تهدف إلى الحد من مخاطر التصعيد وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.. لقد وجهت الضربات لحماية أفرادنا الموجودين في العراق الذين ينفذون عمليات عسكرية بموجب تفويض باستخدام القوة العسكرية منذ العام 2001، وكان الهدف من توجيه الضربات هو تقليص وتعطيل سلسلة الهجمات المستمرة ضد الولايات المتحدة وشركائنا”، معتبراً أن هذه الاستهدافات “تتوافق مع مسؤوليتي عن حماية مواطني الولايات المتحدة في الداخل والخارج وتعزيزاً للأمن القومي للولايات المتحدة ومصالح السياسة الخارجية، وفق سلطتي الدستورية بصفتي قائداً أعلى ورئيساً تنفيذياً لإدارة العلاقات الخارجية للولايات المتحدة”.
واختتم بايدن قائلاً: “أقدم هذا التقرير بوصفه جزءاً من جهودي لإبقاء الكونغرس مطلعاً بالكامل، بما يتوافق مع قرار سلطات الحرب (القانون 93-148)، وإني أقدر دعم الكونغرس في هذا الإجراء”.
وتأتي الإحاطة التي قدمها بايدن أمام أعضاء الكونغرس، بالتزامن مع تزايد مطالب الداخل الأمريكي بضرورة سحب القوات الأمريكية من سوريا، وفي هذا السياق، أشارت قناة “CNN” الأمريكية إلى تزايد المخاوف الأمريكية من اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط، موضحة أن “الاحتمال المتزايد للخسائر في صفوف الجنود الأمريكيين، وتدهور الوضع الأمني من المحيط الهندي إلى البحر الأحمر والعراق وسوريا ولبنان وكيان الاحتلال الإسرائيلي، يُمثّل أزمةً خارجية جديدة غير مُرحّب بها، سيما في موضوع إعادة انتخاب الرئيس الأميركي، جو بايدن”.
وأضافت أن “وتيرة الاستهدافات والتصعيد في الأيام الأخيرة تكتسب زخماً مميتاً ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا، وتسلّط موجة الأحداث الجديدة الضوء على احتمال حدوث تصعيد خطر للحرب، وتكشف مدى تعرّض القوات الأميركية للخطر تعرضاً مُباشراً، وتُساعد في تفسير المناشدات العاجلة المتزايدة من واشنطن لـ”إسرائيل” لتقليص الحرب في غزّة”.
إذ طرح مؤخراً السيناتور الأمريكي راند بول مشروع قرار يقضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وقال في حسابه في منصة “X”: “إذا كنا سننشر شبابنا وشاباتنا الذين يرتدون الزيّ العسكري في سوريا للقتال وربما التضحية بحياتهم من أجل قضية مفترضة، ألا ينبغي لنا بصفتنا ممثلين منتخبين لهم على الأقل أن نناقش مزايا إرسالهم إلى هناك؟، هل نؤدي واجبنا الدستوري ونناقش ما إذا كانت المهمة التي نرسلهم إليها قابلة للتحقيق؟”.
وفي السياق نفسه، لفت أستاذ العلوم الحكومية في جامعة تكساس في أوستن، جيسون براونلي، في مقال نشرته مجلة “ريسبونسبل ستريت كرافت” الأمريكية إلى أن “الأصداء الإقليمية للحرب في فلسطين المحتلة، تُظهر الأسباب التي تدفع البيت الأبيض إلى إلغاء، وليس تعزيز، الوجود العسكري الأمريكي الذي عفا عليه الزمن والاستفزاز بلا داعٍ في سوريا والعراق”، مضيفاً أن “على الرئيس جو بايدن، إعادة نشر هذه القوات في موقع أكثر أماناً قبالة الشاطئ وترك الأمر للسوريين والعراقيين الذين يهتمون بمصالحهم الذاتية لمنع داعش من الظهور مرة أخرى، وكما أظهرت سياسة بايدن بشأن أفغانستان -وكما لاحظت على الأرض في وقت سابق من هذا الخريف- فإن سحب الجنود الأمريكيين ومشاة البحرية الأمريكية يمكن أن يعزز الأمن الأمريكي بتحويل القتال ضد تنظيم الدولة الإطسلامية إلى مقاتلين محليين لديهم دوافع جيدة”.
بدورها، أكدت شبكة “CNN” الأمريكية أن الإدارة الأمريكية تواجه اختبارات لا نهاية لها ومصداقيتها باتت على المحك من قبل خصومها”، مضيفة أنّ تصريحات “إسرائيل” التي أطلقتها والمتعلقة باستمرار حربها ضد غزّة لأشهر عدّة، على الرغم من الضغوط الأمريكية لتهدئة حدّة الصراع، تهدد بزيادة فرص خروج الحرب عن نطاق السيطرة وجر الولايات المتحدة إليها.
يشار إلى أن القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا والعراق تتعرض منذ تاريخ 17 تشرين الأول، تعرضاً شبه يومي لاستهدافات تنفذها فصائل المقاومة، وذلك رداً على الدعم العسكري الأمريكية للاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة.