أكدت المستشارة الإعلامية والسياسية للرئاسة السورية بثينة شعبان أن حضور الرئيس بشار الأسد القمة العربية في جدّة ليس إعلاناً عن انتصار سوري فقط؛ ولكنه أيضاً إعلان عن فشل مخططات كبيرة ممولة من قِبل أعتى القوى في العالم.
وقالت مستشارة الرئاسة السورية خلال اجتماع مجلس “أمناء مؤسسة القدس الدولية”، إنّ “العالم سيكون متعدد الأقطاب ولن يتمكن الغرب بعد اليوم من أن يتحدث عن حرية وديمقراطية وحقوق إنسان؛ لأنه يدرك تماماً أنه في انحدار دائم وأن النتيجة لن تكون لصالحه”، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
واعتبرت شعبان، أنّ “التجربة الصعبة التي خاضتها سوريا لعقد كامل من الزمن درس يستفاد منه في قضايا شعوب المنطقة، وخاصة قضية الشعب الفلسطيني”، مشيرةً إلى أنّ “مقاومة الشعب الفلسطيني لجيش الكيان الإسرائيلي تزداد ألقاً وتأججاً ليس فقط في غزة، وإنما في كل أنحاء فلسطين المحتلة”.
ونشرت شعبان في وقتٍ سابق، مقالاً تحدثت فيه عن بعض كواليس قمة جدّة التي حضرت فيها ضمن الوفد السوري الذي ترأسه الرئيس بشار الأسد، في 19 أيار الجاري.
وأشارت مستشارة الرئاسة السورية في مقالها الذي نشرته صحيفة “الوطن” المحلية إلى الاهتمام والترحيب وحسن الضيافة الذي لاقته الوفود العربية في أثناء مدة إقامتهم في جدّة.
وقالت شعبان: “تشعر وأنت داخل القاعة باعتزاز كبير؛ ولكن بثقل المسؤولية؛ لأن لدى كل هذه الوفود عشرات من النقاط المشتركة التي لم يُعمل عليها بما تستحق، ولو عُمِلَ عليها وأُعطيت الأولوية ووضعت الخطوات التنفيذية لها، لكانت كفيلة بنقل هذه الأمة من حال إلى حال، لتصبح قوة إقليمية ودولية يُحسب لها ألف حساب”، لافتةً إلى أن “المتغيرات الدولية والإقليمية ساهمت أيضاً بخلق متغيّرات في الساحة العربية وفي الوعي العربي وأسلوب العمل العربي”.
وأكدت المستشارة الإعلامية والسياسية للرئاسة السورية، أنه كان واضحاً في الاجتماع أن الكلمات اتسمت بالجدية والرغبة في مقاربة الهدف، مشيرة إلى أنه “لا يريد أحد أن يزيد من حجم التحديات أو التوقعات وكأن هناك تفهماً غير معلن وغير مكتوب، أن لكلّ بلد أولويات واعتبارات، وأن الهدف ليس أن يتخلّى أحد عن رؤاه ومصالحه بل أن يتفهم رؤى ومصالح الآخر، وأن يتقبل الاختلافات، ويسرع الخطا في البناء على المشتركات”.
وفيما يتعلق باللقاءات الثنائية التي جرت في هامش القمة بمستوى أعضاء الوفود الرسمية أو بمستوى الزعماء، أكدت شعبان أن هذه اللقاءات “كانت تبدو ودية، وبدا ذلك واضحاً في اللقاءات غير الرسمية التي سبقت موعد انعقاد القمة، بين أعضاء الوفود الرسمية قبل وصول القادة”.
وأضافت: إن “الجديد في الأمر أنه لم تظهر أي توقعات أن تكون سياسة أي بلد انعكاساً لسياسة بلد آخر، بل أن نبحث عن المصلحة المشتركة وخصوصاً في هذا العالم الذي يتّجه ليكون عالماً متعدد الأقطاب، إذ لكل بلد عربي خياراته المستقلة التي تعكس مصالحه المحلية؛ ولكن مع التأكيد على المشترك بين المصالح العربية، وهذا يعني التخلّص من العقلية التي حكمت العمل العربي لمراحل عدّة وهي: “إما أن نتفق معاً على كل شيء، وإما لا علاقة أبداً بين بلداننا”.
وكان الرئيس بشار الأسد، تلقى في وقت سابق، دعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، للمشاركة في القمة العربية.
وأعلنت الجامعة العربية، في 7 أيار الجاري، عودة دمشق لمقعدها في الجامعة بعد تجميد دام نحو 12 عاماً، مؤكدة على “ضرورة اتخاذ خطوات فاعلة نحو حلحلة الأزمة، وفقاً لمقاربة “خطوة مقابل خطوة”، وذلك عقب حراك عربي قادته السعودية ومصر والأردن، لوضع خارطة حل للأزمة السورية.
أثر برس