خاص || أثر برس تكتنز محافظة اللاذقية مواقع أثرية كثيرة ضاربة في التاريخ ومتأصلة في الحضارات العتيقة، انضم لها مؤخراً موقع بحر الميدان القريب من منطقة ابن هاني حيث تم تسجيله من ضمن المواقع الأثرية في سوريا نظراً لأهميته التاريخية والجغرافية الكبيرة.
وبيّن مدير آثار اللاذقية الدكتور المهندس إبراهيم خيربك لـ”أثر” أن موقع بحر الميدان يعتبر من أحدث المواقع الأثرية التي يتم تسجيلها في المحافظة لما يتميز به من أهمية تاريخية وجغرافية حيث يتوسط مجموعة من المواقع الأثرية المهمة المنتشرة على الساحل.
وتسمية بحر الميدان، حسب خير بك، هي التسمية المعروفة لدى المجتمع المحلي لكثرة الحروب التي دارت في المنطقة وكثرة كرات المنجنيق الحجرية المنتشرة في الموقع.
وأضاف خيربك: “أظهرت أعمال التنقيب التي نفذها خبراء ومختصون في الموقع، ثلاث سويات أثرية (بيزنطية – إسلامي – صليبي) تمثلت بمكتشفات مهمة وقديمة جداً، منها الكشف عن كاتدرائية ضخمة يبلغ طولها 26م وعرضها 16.50م، مشيدة على الطراز البازيلكي ثلاثي الأجنحة، رصفت أرضياتها بالفسيفساء والبلاطات الحجرية وهي تعود للحقبة البيزنطية خلال القرنين الخامس والسادس الميلادي ملحقة بدير فيه معصرة صغيرة وبعض المشاغل الملحقة”.
وتابع خير بك: كما تم العثور على عناصر زخرفية رخامية وحجرية خاصة بها منتشرة في الموقع، بالإضافة إلى اكتشاف حيز دفني فيه مجموعة من القبور يبلغ عددها 9، ملحقة بالكاتدرائية في الجزء الجنوبي خاصة بالكهنة ورجال الدين محفورة بالتربة ومشيدة بالحجارة القطع المشذبة وهي مغطاة بالبلاطات الحجرية، ناهيك عن العثور على مجموعة مهمة من اللقى الأثرية في بعض هذه القبور، مدللاً بلقى برونزية مثل بعض المشابك والنقود، لقى عاجية مثل المغازل وبعض العناصر الزخرفية، لقى فخارية من جرار وقوارير وسرج وفناجين، لقى زجاجية من أواني ودماعات صغيرة، لقى ذهبية تمثلت بخاتم ونقد صغير وبعض النقود الفضية، كما تم العثور على بعض الكسر الرخامية تحمل كتابات لبعض الأحرف اليونانية القديمة.
وضمن قائمة المكتشفات أيضاً، أشار خيربك إلى سوية أثرية تعود لفترة العصور الوسطى (إسلامي – صليبي) تمثلت بأجزاء من أحياء سكنية واضحة فيها شبكة من الطرق والبيوت ومجموعة من الآبار وصوامع صغيرة خاصة بالتخزين، بالإضافة إلى قنوات حجرية وفخارية ومعاصر وبعض المشاغل، كما تم العثور على منزل ضخم قد يكون قصر له بوابة كبيرة بمصراعين من الجهة الشمالية وتنظم أقسامه طريق مرصوفة بالبلاطات الحجرية وتتوزع على جانبيه الغرف.
أما في الجزء الجنوبي الغربي من الموقع فقد تم الكشف عن مجموعة من الغرف والأحياء السكنية في طرفها الشرقي يظهر أساسات لبرج دفاعي فهي قد تكون خاصة بالحرس والجند، كما تم اكتشاف لأساسات جامع ديني خلال الفترة الإسلامية إلى جوار الكاتدرائية من جهة الجنوب ظهر من مخططه بعض الجدران ومحراب صغير.
وأكد خيربك أنه بعد تسجيل موقع بحر الميدان ضمن لائحة المواقع الأثرية، فإنه يمنع البناء والزراعة وإقامة المشاريع ضمن الموقع.
باسل يوسف – اللاذقية