خاص || أثر برس بعد علاقة حب دامت ثلاث سنوات، انفصل نضال عن الفتاة التي كان من المتوقع أن تصبح زوجته المستقبلية؛ ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن فقد ترك نضال الحب جانباً إيماناً منه بمقولة (الحب ما بيطعمي خبز) وها هو الآن يبحث عن عروس موظّفة من أجل مساعدته في تحمل أعباء تكوين أسرة وذلك لكون الراتب الواحد لا يسد المصروف.
ويقول نضال لـ “أثر”: “في الماضي.. لم يكن الزواج من امرأة عاملة مرغوباً بالنّسبة لعائلتي، على اعتبار أنّ العمل خارج المنزل هو مهمّة الرجل فقط، ولكن اليوم الجميع يشجعني على الارتباط بفتاة موظفة نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة”، مضيفاً: “يكفي إذا كانت موظفه أن تلبي طلباتها واحتياجات الأولاد والزوج يصرف على المنزل؛ أما إذا وقع كل شيء على رأس الرجل فسوف يموت قبل أوانه؛ هذا ناهيك عن مصاريف ما قبل الزواج من شراء الذهب الذي بات يحلق بأسعاره واستئجار منزل ومصاريف أخرى كل ذلك سوف يقع على عاتق الرجل في حال كانت زوجته (ست بيت) كما يقال وليست موظفه في هذه الحال يجب عليه أن يعمل طوال الـ 24 ساعة حتى يؤمن حياة كريمة لعائلته”.
أما ربى (موظفة) فقد أبدت رأيها بأن الزواج بات صعباً في هذه الأيام بلا أدنى شك نتيجة الظروف المتغيرة، و صعوبة العيش براتب واحد، ولهذا فالشاب حينما يريد الزواج يفضل أن يرتبط بفتاة تعمل بوظيفة ليس من أجل شيء، فقط لأن الراتب الواحد لا يكفي بالتأكيد، أما إذا دخل على البيت راتبان فإن هذا الأمر يساعد بلا شك في تلبية العيش بحياة قد تكون كريمة للأسرة الجديدة على مبدأ (البحصة بتسند جرة).
وتحدثت ربى عن تجربتها وزواجها منذ عدة أشهر، وقالت لـ “أثر”: “زوجي موظف مثلي أنا، ومع ذلك لتيسير أمورنا اضطريت لشراء الذهب البرازيلي فليس بمقدورنا شراؤه فهو مرتفع جداً وبالتالي قررنا شراء شيء آخر للمنزل أكثر فائدة من الذهب طبعاً هذا حصل بالاتفاق بين الأسرتين”.
بدوره، مروان المقبل على الزواج والذي يعمل مهندس في شركة خاصة، بيّن لـ “أثر” أن ظروف الحياة الصعبة هي التي تجبر الشبان للبحث عن شريكات حياة يكن موظفات، ويعملن لكي يساعدن أزواجهن في أعباء البيت من مصاريف كثيرة، كما أننا نعلم بأن هناك أسر تدفع أجرة منزل شهرياً، فالإيجارات تخطت الحدود وأصبح إيجار المنزل أكثر من 350 ألف وطبيعة الدخل الذي يحصل عليه الموظف لا تتناسب مع الأسعار نهائيا؛ أضف لذلك الأقساط الشهرية وثمن أثاث المنزل، وفي ظل هذا الغلاء فإن راتب واحد لم يعد يكفي، لذلك يفضل الشبان الزواج من فتيات موظفات على غيرهن من الفتيات غير العاملات.
أيضاً، السيدة أم محمد قالت: “كنت أشجع أبنائي الشباب على الزواج من الفتاة التي يحبونها؛ ولكني اليوم لم أعد أتدخل في اختياراتهم حتى لا يلوموني ولكن أنصحهم بالارتباط بفتاة موظفة في حال لم يكونوا مقتدرين مادياً أو قادرين على تلبية متطلبات المنزل والأولاد”.
من جانبها، الاستشارية الأسرية نائلة الخضراء لا تحبذ هذا النوع من المشاركة أو اختيار الزواج فكثيرة هي العلاقات التي تبنى على الحب بعيداً عن المادة وتتساءل فيما إذا كان الشاب سيتزوج الفتاة لأنه يحبها أم لأنها موظفة؟، بحسب قولها لـ “أثر”.
وتعود إلى الماضي عندما كان الزواج قائماً على اختيار الفتاة من حسب ونسب ولم تكن موظفة بل كانت سيدة منزل بكل ما تعني الكلمة من معنى، كانت وظيفتها فقط تربية الأولاد والسهر على راحة عائلتها.
وأضافت الاستشارية: “صحيح أن راتباً واحداً لم يعد يكفي بسبب صعوبة العيش في هذه الأيام، كما أن هناك متطلبات كثيرة باتت ضرورية كمصاريف للأطفال وفواتير ومشتريات لا حصر لها لكن يبقى الحب هو جوهر الحياة واستمرارها”.
وتابعت: “وبحسب دراسة فإن نسبة الفتيات غير المتزوجات وصلت إلى 35% هذا يعني زيادة أيضاً في نسبة الفتيات غير العاملات لهذا يجب أن يكون للفتاة غير الموظفه (نصيب من حصة الأسد) كما يقال، فالشاب المقتدر مادياً بإمكانه الارتباط بفتاة غير موظفة؛ وللعلم هناك شباب يرتبطون بفتيات موظفات وهم ليسوا بحاجة إلى راتب الفتاة أو لمساعدة منها إنما تود من خلال عملها أن تثبت ذاتها وتحقق طموحها؛ وهناك فئة أخرى تتزوج من سيدات أرامل فقدن أزواجهم ولديهم أطفال ولكن تكون هذه السيدة لديها المال والوظيفة وكل شيء ترغب فيه”.
دينا عبد ـ دمشق