كشف والضابط السابق في الاستخبارات التركية، سادات بكر، في تسجيل صوتي تفاصيل عمليات تهريب السلاح من تركيا إلى “تنظيمات جهادية” مُدرجة على قائمة “الإرهاب” العالمية في سوريا، من بينها “جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حالياً)”.
ووجه بكر خلال التسجيل اتهامات لمسؤولين أتراك، كاشفاً عن تفاصيل التعاون بين أنقرة وهذه “التنظيمات الجهادية”، حيث أكد أن مفتاح الانخراط في العمليات التجارية غير الشرعية في سوريا، هو مدير الشؤون الإدارية في المجمع الرئاسي في أنقرة (الكلّية)، متين قيراطلي، موضحاً أن هذه العمليات تشمل “النفط الخام المهرَّب والشاي والسكر والألمنيوم والنحاس والسيارات المستعملة”.
وقال: “إن موافقة قيراطلي يجب إتباعها بموافقة أهم مهرّبين محتملين، مراد سنجق (وهو مالك مجموعة MT Group وأحد حلفاء الرئيس رجب طيب إردوغان)، ورمضان أوزتورك (وهو نجل عضو مجلس إدارة شركة تصنيع المركبات العسكرية الرائدة في تركيا«BMC»)، وهما اثنان من رجال الأعمال المقربين من السلطات التركية، وبعد ذلك، تحتاج العملية إلى تصريح من أبو عبد الرحمن وهو المسؤول عن الشؤون المالية في جبهة النصرة” وفقاً لما لـ”بكر”.
كما ادّعى بكر أن منظمته قررت إرسال معدات عسكرية، بما في ذلك طائرات من دون طيار إلى “المتمردين التركمان” في منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، وذلك بعدما تم إيقاف شحنة أسلحة تابعة لوكالة المخابرات الوطنية التركية (MİT) قرب الحدود وهي في طريقها إلى سوريا في عام 2014.
وقال إنه تحدّث مع حزب “العدالة والتنمية” عن هذه القضية، وقام أحد النواب بالحديث مع السلطات وحصّل له الإذن في عام 2015.
وشرح أن إرسال الشاحنات لم يكن منظماً من قبل وكالة المخابرات الوطنية التركية ولا القوات المسلحة التركية (TSK) بل من قبلSADAT، الشركة التي وصفتها وسائل إعلام بأنها “جيش إردوغان الموازي”، مشيراً إلى أنه لم تكن هناك أي سجلات للشحنات، بل اشتراها من أمواله الخاصة، وتحت اسمه واسم شركته.
وتُعرّف الشركة، التي أسسها عدنان طنريفيردي، عن نفسها على موقعها بأنها “الشركة الأولى والوحيدة في تركيا التي تقدم خدمات الاستشارات والتدريب العسكري، في قطاع الدفاع الدولي والأمن الداخلي”؛ وسبق أن ذُكر اسمها في تقارير تحدثت عن تدريب مقاتلين في كل من سوريا وليبيا.
وكانت تقارير إعلامية تركية قالت سابقاً إن «SADAT» ساهمت في إحباط محاولة الانقلاب على إردوغان في تموز 2016، من خلال مواجهة الانقلابيين بالسلاح، وتولى طنريفيردي منصب مستشار لدى إردوغان، قبل استقالته الإجبارية.