منذ أن تسلم دونالد ترمب، منصب الرئاسة الأمريكية أشعلت “إسرائيل” جبهات عدة، إذ باتت تستهدف غاراتها سوريا بشكل شبه يومي، واستأنفت غاراتها على قطاع غزة، كما نفذت اليوم السبت سلسلة غارات على الجنوب اللبناني، وسط دعوات لوقف التصعيد واتباع السبل الدبلوماسية.
وفي هذا الصدد، لفت مقال نشرته صحيفة “العرب” إلى أن “الجيش الإسرائيلي انتشر في المنطقة منزوعة السلاح بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان السورية، انطلاقاً من الجزء من الهضبة الذي احتلته إسرائيل منذ عام 1967 وضمته في عام 1981″، مضيفاً أن “إسرائيل تريد منع ترسانة الأسلحة للجيش السابق من الوقوع في أيدي السلطات الجديدة”.
بدوره، نشر موقع “الجزيرة نت” مقالاً أشار فيه إلى أن “في قراءة للهجمات والغارات المكثفة، التي يشنها سلاح الجو الإسرائيلي على سوريا، أجمعت تقديرات المحللين أن الجيش الإسرائيلي يستعد للبقاء في سوريا لفترة غير محددة من الزمن، من أجل الحفاظ على المنطقة الأمنية وجبل الشيخ، وضمان أن تكون المنطقة الأمنية بأكملها في جنوب سوريا منزوعة السلاح وخالية من الأسلحة والتهديدات”.
ونقل المقال عن محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي، قوله: “في ضوء التهديدات العديدة، تحاول إسرائيل تشكيل واقع جديد في المنطقة القريبة من جنوب دمشق، فإسرائيل لن تكون مستعدة لتواجه مسلحي النظام الجديد في دمشق جنوباً، ولا لوُجود المسلحين السنة في مرتفعات الجولان السورية، هناك العديد من المواقع المتقدمة في هذه المنطقة التي هجرها الجيش السوري السابق، لكنها مليئة بالأسلحة، وقد تستعملها عناصر معادية لإسرائيل”.
وفي السياق نفسه، نشر الكاتب والأكاديميّ وأستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية رضوان السيد، مقالاً في صحيفة “الشرق الأوسط” بعنوان “متى تأمن إسرائيل؟”، أشار فيه إلى أن “الكلام عن وقف إطلاق النار، تضاءل والتهديد بأنه (ما حدّ أحسن من حدّ)، وبعد الضربات وخلالها يزعم الإسرائيليون والأميركيون أنهم إنما يستهدفون أذرع إيران، ويوشكون على استهداف إيران نفسها”، لافتاً إلى أننا “كنا نحسب لأول وهلة أن (أمريكا ترمب) ستعمل على إحلال السلام؛ ولو كان جائراً ولمصلحة طرف على حساب الآخر… إنما الذي يحدث الآن أن الطرفين ينشران القتل والرعب، وعند كل ضربة إسرائيلية يقول الأميركيون إنهم أذنوا لإسرائيل بذلك، كأنما كانت إسرائيل لا تشن الحرب إلا بإذن الدولة العظمى، وقال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي، إنّ الحروب لن تتوقف حتى تَأمنَ إسرائيل، فمتى تأمن إسرائيل؟”.
وفي إجابة على هذا السؤال، قال السيد: “إن إسرائيل واضحة في هذا الصدد: الأمن لا يتحقق حالاً إلا بالقضاء على القدرات العسكرية لسائر الخصهوم، أما في الاستراتيجيات المستقبلية، فلا بد من تفكيك الدول من حول الكيان، وهو الأمر الذي لم توافق عليه (أميركا ترمب) حتى الآن، أما سياسات ترمب فتزعم أن مصالح أمريكا الاستراتيجية وأمنها أعمّ من طموحات إسرائيل، بيد أن حربها الحالية على اليمن تُشعر بأن الحروب تدخل في السياسات السلمية المدّعاة أيضاً”.
وخلُص الكاتب اللبناني بالقول: “لا يفكر الأميركيون كثيراً في ردود الأفعال بوصف قوتهم هي المطلقة، كما أنهم لا يقلقون لتناقض الأقوال مع الأفعال؛ فلا أحد يستطيع مساءلتهم أو محاسبتهم، وفي النهاية: متى تأمن إسرائيل، وما حدود عقيدة ترمب: أميركا أولاً؟”.
يشار إلى أنه منذ 8 كانون الأول تنفذ “إسرائيل” غارات شبه يومية على سوريا إلى جانب التوغلات البرية، وفي 17 آذار الجاري استأنفت غاراتها على قطاع غزة، كما نفذت اليوم السبت سلسلة غارات على قرى جنوب لبنان مخلّفة إصابات عدة، وفق ما أكدته وزارة الصحة اللبنانية.