لا تزال الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، تتصدر الأنباء وتشغل الرأي العام، إذ فرض الاتحاد الأوروبي حزمة من العقوبات ضد روسيا وضد الأفراد الذين دعموا استقلال دونيتسك ولوغانسك والمنظمات العاملة فيها.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء، عن نيته استهداف المصارف التي تمول عمليات روسيا في الأراضي التابعة لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ووصول موسكو إلى الأسواق المالية الأوروبية، رداً على اعتراف الكرملين باستقلال الجمهوريتين، مضيفاً: “الاتحاد الأوروبي أعد، ويستعد لتبني إجراءات إضافية في مرحلة لاحقة إذا لزم الأمر في ضوء تطورات إضافية”، وفقاً لموقع “الميادين”.
وتعليقاً على فرض العقوبات، قال السفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنتونوف، إن العقوبات الغربية ضد بلاده ستضرب الأسواق العالمية، وستؤثر على رفاهية الأمريكيين، لكنها لن تجبر موسكو على تغيير سياستها الخارجية، مضيفاً: “ما من شك في أن العقوبات المفروضة علينا ستضر بأسواق المال والطاقة العالمية، ولن تستثني الولايات المتحدة، العقوبات ضد روسيا لن تحل شيئاً”، وفقاً لوكالة “نوفوستي” الروسية.
من جهتها، أعلنت الصين أنها لا تنوي فرض عقوبات على روسيا لاعترافها باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، مشددة على رفضها لأي قيود أحادية الجانب.
وقال نائب رئيس المفوضية الأوربية أيضاً: :يجب أن يكون الرئيس بوتين على قائمة العقوبات ومن الخطأ استبعاده”.
بدوره، وافق مجلس الاتحاد الروسي على منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلطة رسمية لنشر قوات مسلحة في الخارج، ودخلت الوثيقة حيز التنفيذ فور تبنيها ليل أمس الثلاثاء، وتزامناً مع ذلك أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الأوضاع في أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك تتفاقم، مشيرةً إلى ضرورة حماية سكان المنطقتين.
واعتبر مندوب روسيا في مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة التي دعت إليها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيرلندا وألبانيا أمس الثلاثاء، أن شرق أوكرانيا كان على شفا مغامرة عسكرية أوكرانية لا يمكن لروسيا أن تسمح بها، وتعهّد بأن لا تسمح موسكو بحدوث “حمام دم جديد” في المنطقة.
وفي السياق، قالت وزيرة الخارجية البريطانية إليزابيث تراس، اليوم الأربعاء: “ما من غموض حول إرسال روسيا قوات إلى دونباس”، مضيفة: “لم نشهد غزواً روسياً واسع النطاق بعد لكن إذا اتجه بوتين للتصعيد فالمجتمع الدولي سيصعد عقوباته”.
ونشر أيضاً، موقع “سي إن إن”، خبراً من أف بي آي، يحذر شركات أمريكية وحكومات محلية من إمكانية حصول هجمات سيبرانية مع تفاقم الأزمة بشأن أوكرانيا.
من جانبه، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أن بلاده مستعدة لبحث حلول دبلوماسية لأزمة أوكرانيا، مضيفاً: “ضمان القدرات الدفاعية لروسيا من أولويات مهامنا وسنواصل تطوير الأسلحة الفرط صوتية”.
وكان نائب وزير الدفاع الروسي نيكولاي بانكوف، قد أشار خلال اجتماع لمجلس الاتحاد الروسي، إلى أن الأوضاع في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين تتوجه نحو التصعيد، مبيناً أن حصيلة الضحايا تتزايد، بينما أُجبر نحو 100 ألف شخص في دونباس على مغادرة بيوتهم خلال الأيام الأخيرة فقط، بينهم 29865 طفل، وصرح: “علينا حماية سكانها”.
وتحدثت وسائل إعلام مختلفة، عن انفجار عبوة ناسفة في مبنى التلفزيون في دونيتسك دون وقوع ضحايا.
وطلبت أوكرانيا من مواطنيها مغادرة روسيا فوراً، فيما أعلن الجيش الأوكراني عن مقتل جندي وإصابة ستة آخرين بجروح في قصف للجيش الروسي، حسب “أ ف ب”.
وأعلنت جمهوريتا لوغانسك ودونيتسك الشعبيتان عن تعرض المناطق السكنية في أراضيهما الليلة الماضية، إلى قصف متواصل من قبل القوات المسلحة الأوكرانية.
يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع الإثنين مرسوم الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، كما وقع مع رئيسَي الجمهوريتين اللتين اعترف بهما، دينيس بوشيلين ودينيس باسيتشنيك، على اتفاقين منفصلين حول الصداقة والتعاون والمساعدة بين روسيا من جهة، وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك من جهةٍ أخرى.