علّقت الخارجية الروسية على موقف موسكو خلال التصويت في مجلس الأمن على التفويض الأممي لإرسال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمالي سوريا.
وقالت في بيان لها اليوم الخميس: إنّ “موسكو كانت مستعدة لإبقاء آلية إيصال المساعدة عبر الحدود في سوريا بشكلها الحالي، لكن الغرب فضّل تسييس الموضوع ورفض مشروع القرار الروسي بمجلس الأمن الدولي”، وفقاً لما نقلته قناة “روسيا اليوم”.
وأضافت: “كانت روسيا مستعدة للحفاظ على آلية إيصال المساعدات في صيغتها الحالية (معبر واحد مدة ستة أشهر)، وتمديد القرار ذي الصلة، لكنهم أخفقوا المشروع الروسي، وهذا يؤكد مرة أخرى أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يهتمون بمعاناة السوريين، ولا يرغبون في المساعدة، بل ليس هناك سوى توجّه بما فيه من استهتار ونفاق، لاستغلال احتياجات الناس من أجل تحقيق أهدافهم السياسية الأنانية الضيّقة”.
وأوضح البيان أنّ “مجلس الأمن الدولي لم يتمكن من التوصل إلى حل وسط بشأن تمديد القرار الذي انتهى مفعوله في 10 تموز الجاري بشأن المساعدات الإنسانية الدولية لسوريا، بما فيه آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى إدلب من دون التنسيق مع دمشق”.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن “الغرب أصرّ فقط على توسيع الآلية التعسفية للمساعدات عبر الحدود، والتي يستخدمها لتقويض سيادة سوريا ووحدة أراضيها، فضلاً عن تغذية الإرهابيين المدرجين في القائمة في إدلب”.
واعتبرت في بيانها، أنّ “الغرب وجّه ما يشبه إنذاراً نهائياً يُطالب بتمديد الآلية مدة 12 شهراً، مع حذف جميع البنود الإنسانية الحقيقية التي تضمنها مشروع القرار الروسي”، مشيرةً إلى أن “موسكو دعت إلى تقديم دعم شامل لجميع السوريين المحتاجين في جميع أنحاء البلاد، من دون تمييز وشروط مسبقة”.
ولفت البيان الانتباه إلى “أهمية ضمان الوصول المستدام ومن دون عوائق إلى جميع مناطق البلاد من دمشق عبر خطوط التماس وعبر الحدود بالاتفاق مع الحكومة السورية، بما يساعد في تهيئة الظروف لممارسة الحق الأساسي للاجئين والنازحين في العودة الى أماكن إقامتهم الدائمة”.
كما شملت مقترحات موسكو “تضمين مشروع قرار مجلس الأمن الدول دعوة لرفع العقوبات غير القانونية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والتي تمنع تقديم المساعدة الإنسانية وتشكًل عقاباً جماعياً لملايين السوريين العاديين، لكن الغرب تجاهل المقترحات الروسية”، وفق البيان.
وكان مجلس الأمن الدولي أخفق في جلسةٍ عقدها، أول من أمس، في التوصل لتمديد التفويض الأممي لإرسال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمالي سوريا، بعدما انتهى العمل به.
وأفادت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، بأنّ “روسيا استخدمت حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار غربي في مجلس الأمن ينتهك سيادة سوريا بحجة إيصال المساعدات عبر الحدود”.
جاء ذلك بعد طرح مشروع القرار السويسري- البرازيلي للتصويت، وانتهت نتيجة التصويت بتأييد 13 عضواً، ومعارضة صوت، وامتناع الصين عن التصويت، ما أدى إلى عدم اعتماده بسبب تصويت سلبي من عضو دائم العضوية في المجلس.
وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة عقب “الفيتو” الروسي، أنّ “الغرب يواصل مسرحياته في مجلس الأمن ومشروع القرار الذي قدّمه يتجاهل مصالح الشعب السوري”.
وبعد طرح المشروع السويسري- البرازيلي، صوّت مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الروسي الذي ينص على التمديد ستة أشهر فقط، وجاءت نتيجة التصويت بتأييد عضوين، واعتراض الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، وامتناع عشرة عن التصويت، ما أدى إلى عدم اعتماد القرار أيضاً.
ويعدّ “الفيتو” الروسي، الثامن عشر، بشأن سوريا، منذ اندلاع الأزمة عام 2011، ووضع حداً لاستمرار الآليات القائمة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود، بعد مداولات استمرّت لأيام مع انتهاء مدة القرار الذي كان يسمح بإدخال المساعدات عبر معبر “باب الهوى”، وعبر الخطوط (من دمشق)، والذي وافقت عليه روسيا مقابل شروط واضحة تتعلّق بدعم مشاريع التعافي المبكر، وخصوصاً مشاريع الطاقة، بالإضافة إلى زيادة كميات المساعدات المرسلة عبر الخطوط، وهو ما لم يتمّ تنفيذه على أرض الواقع وفق موسكو.
أثر برس