أثر برس

بسبب مشاركة سوريا.. الاتحاد الأوروبي يُلغي مؤتمراً مع جامعة الدول العربية

by Athr Press A

تجسيداً للرفض الأوروبي والغربي بشأن التقارب العربي مع سوريا، وإصدار جامعة الدول العربية قراراً يقضي بإعادة دمشق إلى مقعدها في شهر أيّار الفائت، ألغى الاتحاد الأوروبي مؤتمراً كان من المقرر إجراؤه مع الجامعة العربية في 20 حزيران الجاري.

وأعلن السفير الألماني لدى مصر فرانك هارتمان، أول من أمس، إلغاء المؤتمر بسبب مشاركة سوريا فيه، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يُكتفى باجتماع بين الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بديلاً من المؤتمر، وفقاً لما نقله موقع “العربي الجديد”.

وقال هارتمان، إنّ “برلين تحترم القرار العربي بإعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، لكنها لا ترى أن ذلك أساساً لتطبيع العلاقات مع دمشق، كونه لم يحدث شيء فيما يتعلق بقرار الأمم المتحدة المتعلق بسوريا، والذي يؤكد ضرورة إقرار الدولة السوريّة بالحل السياسي على أساس القرار الأممي 2254”.

وعقب قرار وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بالقاهرة بشأن سوريا، وجّهت دول أوروبية وغربية ومسؤولون من الاتحاد الأوروبي رسائل واضحة ترفض التقارب مع دمشق، في وقتٍ تصرّ فيه واشنطن وحلفاؤها على تطبيق القرار الأممي وفق سياستهم حصراً، في حين ترى دمشق أنها ستنفذ ما يهمّها منه، إذ تسعى إلى الحل السياسي الذي يستلزم القضاء على الإرهاب وإعادة إنعاش الأوضاع الاقتصادية وإزالة العقوبات المفروضة من الدول الغربية.

وتعليقاً على إلغاء الاتحاد الأوروبي للمؤتمر مع الجامعة العربية، يرى الصحافي السوري مصطفى السيد، المقيم في ألمانيا، أنّ “الموقف الأوروبي من إعادة تمثيل الحكومة السورية في جامعة الدول العربية يأتي وفقا لمصالح الدول الأوروبية، التي تسعى لتثبيت مكاسبها شرق المتوسط عبر منهج تعديل (سلوك النظام) وفقا للخطوط الرئيسة المعتمدة على تنفيذ القرار الأممي رقم 2254 أو التقدم في تنفيذه، وتحسين الوضع في سوريا، سواء العملية السياسية أو عودة اللاجئين أو مكافحة التهريب والمخدرات”.

وأضاف السيد في تصريح لموقع “العربي الجديد”، أنّ “تحرك الجامعة العربية تجاه إعادة الحكومة السورية إلى الجامعة العربية جاء متوافقاً مع بنية ومصالح معظم الحكومات العربية، التي لا تبتعد صناعة القرار في جوهرها عن جوهر بناء القرار في الحكومة السورية، إضافة للبعد الإقليمي بإعادة تشكيل العلاقات مع إيران والبلدان العربية”، لافتاً إلى أنّ “معظم الحكومات العربية تستلهم قراراتها من آراء الحاشية الملكية أو الرئاسية، ولا تقيم كثيراً من الوزن لرأي الشعب العربي”.

وفي سياق عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ضرورة البناء على عودة سوريا للجامعة عبر دور عربي أكثر تأثيراً في التسوية السياسية؛ لأنها سبيل استقرارها وصيانة سيادتها على كامل ترابها”.

وجاءت تصريحات الأمين العام للجامعة العربية في مشاركته اليوم بجلسة مجلس الأمن رفيعة المستوى الخاصة بالتعاون بين الجامعة العربية ومجلس الأمن.

يشار إلى أنّ عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية جاء تتويجاً لمسار شاق قادته الرياض في المنطقة بالشراكة مع الأردن في الشهرين الماضيين، بدءاً من التحرّك الدبلوماسي اتجاه سوريا، ومروراً باجتماعَي جدّة وعمّان التشاوريين، وفي سياق ذلك أكد الكاتب السعودي د. أحمد الشهري، أنّ “التقارب السعودي مع الدولة السوريّة كان نتيجةً لتشظي المعارضة وشرذمتها، على حين كان من الضرورة التواصل مع حكومة دمشق للوصول إلى حل للأزمة السورية”، وفقاً لقناة “الحرة” الأمريكية.

أثر برس

اقرأ أيضاً