أثر برس

بسطات “بيع المساعدات” في دمشق تنشط قبل رمضان.. بائعون لـ”أثر”: نبيع أقل من السوق بنحو 25%

by Athr Press G

خاص || أثر برس  يحصل “أبو خليل” على سلة غذائية من إحدى الجمعيات النشطة في دمشق، ثم يبيعها للمحال التجارية لتأمين مبلغ مالي يتراوح بين 250-300 ألف ليرة، ليضيف المبلغ إلى مجموع ما يتقاضاه من دخل ليتمم مصاريف الشهر، والأمر بالنسبة له ليس تجارة، فهو فعلياً بحاجة للسلة الغذائية التي يحصل عليها، لكن ليس بقصد الحصول على موادها بشكل دائم، فهو قد يستغني عنها خلال شهر أو اثنين لكون محتوياتها متوافرة لديه في المنزل، وبالتالي بيعها يكون أجدى بالنسبة له.

وتتفق معه “أم يوسف”، وهي واحدة من المستفيدات من السلة الغذائية من إحدى الجمعيات، تقول لـ “أثر برس”: “في كل مرة أحصل فيها على سلة غذائية أبيعها، فالأمر بالنسبة لي يشكل مبلغ إضافي يسند الراتب الشهري لزوجي لنتدبر أمورنا، فمحتويات السلة ليست دائماً ناقصة في المنزل حين وصولها”.

بيع المساعدات بات مسألة اعتيادية في أسواق دمشق لكن نشط أكثر قبيل رمضان، هناك بسطات تعرض في منطقة “مساكن برزة”، أدوات المطبخ أو ما شابه من المواد التي تقدم من خلال المساعدات الإنسانية للمناطق التي ما تزال تحتاج لمثل هذه المساعدات، كما أن بسطات أخرى تقوم ببيع المواد بـ “المفرق”، إذ تعرض محتويات السلال الغذائية ويباع كل صنف على حدى، وهي أرخص من السوق بما يقارب 20 % من إجمالي السعر المعمول به لذات المواد في السوبر ماركت، وهنا يقول أحد الباعة لـ”أثر”، بعد إصراره على عدم التعريف باسمه: “نحصل على البضائع من المستفيدين من السلال الغذائية، ننقلها إلى السوق لنحصل على ربح ضئيل نسبياً، فالسلة التي نشتريها بـ 250 ألف نبيع محتوياتها بما يقارب 325 ألف فقط، وهي نسبة ربح معقولة جداً خاصة وأن العمل يكون لساعات طويلة”.

لا يعتبر “موسى” أن عملية بيع المساعدات بعد شرائها من المستفيدين عملية غش أو استغلال لظروف الحرب، فهو يصف نفسه بـ “المتعيش” الذي يجد في هذه المواد ما يمكن أن يعمل به في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيش فيها غالبية السكان، ويقول خلال حديثه لـ “أثر برس”: “مع اقتراب شهر رمضان يكون هناك كميات من المساعدات التي يحصل عليها الفقراء، لكن ربما لو تسلموا مبالغ مالية لكان أفضل لهم من المواد الغذائية التي ستحصر استهلاكهم الغذائي بها إذا لم يبيعوها، فمثلاً ما الذي يصنعه المواطن بزيت القلي، إذا لم يكن لديه الخضار، وما الذي سيفعله بالأرز أو الشعيرية من دون أن يكون هناك أساس لطبخ أي وجبة غذائية يقدم بجانبها الأرز، وعلى هذا الأساس يبيعني المستفيدون السلال الغذائية ليحصلوا على مبالغ مالية يشترون فيها ما يستهلكونه بالفعل”.

أيضاً، يعتبر “أبو ماجد” أن بيع المساعدات أمن له دخلاً إضافياً لأسرته، إذ يشتري السلال من المستفيدين في منطقته في الغوطة الشرقية، ليجمعها ويعيد تصنيفها ويبيعها في الأسواق عبر بسطته الصغيرة، ويقول لـ”أثر”: “الزيوت النباتية والسمنة وأكياس الأرز والشاي هي البضائع التي تباع أكثر من غيرها، فالعدس وما شابه من مواد لا يمكن المنافسة في سعره تقريباً، لكن بقية المواد التي توفر ما يقارب 20-30 % من السعر المعتمد في المحال التجارية هي التي تطلب من قبل الزبائن، والكل يبحث عن التوفير ولو لبضعة آلاف من الليرات، الأمر الذي يوفر للجميع من المشتركين في هذه العملية الاستفادة المادية، فالمستفيد يعيد استخدام المال الذي حصل عليه من بيع السلة فيما يلزمه، والبائع يكسب بعضاً من المال، والزبون يوفر بعضاً من المال، والأمر لا يعرض أي من الأطراف الثلاثة للاستغلال”، وفقاً لتعبيره.

انتشار بسطات “المساعدات” بمناطق عدة في دمشق مثل “الشيخ سعد – الحميدية – مساكن برزة – كراجات السيدة زينب”، بات يوفر لـ “الزبائن” مواد ضرورية للاستخدام المنزلي اليومي وبأسعار تقل عن المحال التجارية، فمثلاً، ليتر الزيت النباتي يباع بسعر يتراوح بين 15-17 ألف ليرة سورية، فيما يتراوح سعره في المحال التجارية بين 19-22 ألف بحسب النوعية، الأمر الذي يدفع السكان للبحث عن هذه “البسطات” بهدف التوفير ولو كان وفراً غير كبيراً.

اقرأ أيضاً