أثر برس

إيقاف بطاقات إعانة الحوامل.. أهالي يتجهون للجمعيات الخيرية أملاً باسترجاع الدعم والمعونة

by Athr Press G

خاص || أثر برس دفع توقيف المساعدات الغذائية والمادية المقدمة من الهلال الأحمر لبعض السوريين، الأهالي للاتجاه للجمعيات الخيرية المحلية ومنها في ريف دمشق، والمطالبة باستمرار توزيع السلة الغذائية والمعونة الطبية والمادية، خاصة بعد إنهاء إعانة السيدات الحوامل وتوقيف بطاقاتهن الإلكترونية (بطاقة تسمح للمرأة الحامل بشراء جميع حاجاتها الغذائية).

وأكد مدير جمعية الثقافة والتنمية في منطقة الكسوة بشار الشيخ لـ”أثر” أن انسحاب منظمة الهلال الأحمر خلق سوء تفاهم بين الجمعيات الخيرية والأهالي، الذين طالبوا بمساعدات غذائية ومادية، وخاصة (السيدات الحوامل) نظراً لتوقيف بطاقاتهن الإلكترونية، فأصبحت الجمعيات الملجأ الوحيد لهن.

وتابع الشيخ أن جميع الجمعيات الخيرية المحلية كانت تتلقى دعمها من منظمة الهلال الأحمر، وكل ما تم توزيعه خلال وبعد فترة الحرب كان بالتنسيق معهم، حيث إن الهلال لا يمتلك بيانات شخصية للعائلات المستحقة، فاتخذ الجمعيات وسيلة بينه وبين المستفيدين، وبالتالي أي جمعية خيرية تقدم الدعم للأهالي فهي واجهة فقط لتسهل عملية استلام المعونات.

ويضيف الشيخ أن الفترة بين 2018 و 2019 سميت (فترة دراسة الاحتياجات الأسرية) حيث بدأ الهلال الأحمر باستطلاع وضع المستفيدين على أرض الواقع بعيداً عن الجمعيات الخيرية، ليتم إحصاء عدد المستحقين وغير المستحقين، وبالتالي اختلف توزيع الحصص الغذائية من عائلة لأخرى بعد الإحصاء، وأصبح تعامل كل عائلة مع الهلال مباشرة ولا علاقة للجمعيات بذلك.

وشاطره الرأي مصدر من جمعية الكسوة الخيرية حيث قال لـ”أثر” إن موقع توزيع المساعدات الغذائية والمادية هو الجمعية المحلية الموجودة بكل منطقة، وبالتالي ظن الأهالي أنها المسؤولة عن تقديم المعونات، وبعد توقيف بطاقة الحوامل الإلكترونية التي تعين السيدة على تأمين غذائها، ترددت الكثير من السيدات إلى الجمعية بقصد السؤال والاستفسار وطلب المساعدة من الجمعية، مضيفاً أن “موقف الجمعية ضعيف جداً أمام سؤال العائلات”.

بدوره، أفاد مصدر من جمعية مبادرة أهل الشام في دمشق لـ”أثر” بأن انقطاع التمويل الخارجي هو المسبب الرئيسي لتوقف مساعدات الحوامل، لأن برامج الإغاثة متصلة مع بعضها البعض أي أن العائلة التي تأخذ سلة غذائية وحدها التي تستطيع التسجيل في برنامج الحوامل، ونسبة لوضع العائلة يتم تحديد كمية المساعدة المقدمة لها، مضيفاً أن هناك احتمال ضئيل بأن يعود الدعم من قبل منظمة الهلال في الشهر الرابع من العام الحالي.

وتابع المصدر أنه بالنسبة لمساعدة السيدات الحوامل قد يكون هناك برنامج للمرأة الحامل التي تعاني من سوء تغذية، ويتم دعمها بشكل بسيط، وأن تتمركز المساعدة في مناطق ونواحي معينة وتعتمد على معايير متخذة من قبل التشاور المحلي.

وبحسب ما أكدت مصادر محلية عدة لـ “أثر”، فإن مساعدة السيدات الحوامل كانت تعتمد على فحص طبي دقيق من قبل طبيبة نسائية، وبعدها يبدأ تفعيل البطاقة الإلكترونية الخاصة طوال فترة الحمل وبعد الولادة بستة أشهر، تستطيع من خلالها تأمين مستلزماتها الغذائية.

إيقاف دعم السوريين:

يذكر أن برنامج الأغذية العالمي أعلن أنه في كانون الثاني 2024 سينهي الدعم المقدّم للمناطق السورية كافة، وسيقتصر على فئات محددة، نتيجة توقف التمويل.

وأكد البيان الذي أصدره برنامج الأغذية العالمي أن الدعم سيُقتصر في المرحلة المقبلة على الأطفال دون سن الخامسة، والأمهات الحوامل والمرضعات، والأطفال في المدارس ومراكز التعلم بوساطة برنامج الوجبات المدرسية، والأسر الزراعية المدرجة في برنامج دعم سبل العيش.

وفيما يتعلق بأسباب الدعم، أكد البيان أنه في الوقت الذي بات فيه الأمن الغذائي أدنى من أي وقت مضى أصبح البرنامج غير قادر على تقديم الغذاء بمستوياته السابقة في خضم أزمة تمويل تاريخية”، مضيفاً أن “مستوى الاحتياجات في العالم والتحديات الاقتصادية العالمية والتشديد المالي من قبل الجهات الرئيسة المانحة أدت إلى عدم القدرة لتقديم المستوى نفسه من الدعم لسوريا”.

يشار إلى أنه منذ عام 2015 تحذّر المنظمات الأممية من انعدام الأمن الغذائي في سوريا بسبب الحرب، وذلك بعدما كانت سوريا البلد الوحيد في المنطقة الذي كان مكتفياً ذاتياً في مجال إنتاج الغذاء، سيما المحاصيل الزراعية الأساسية مثل القمح والشعير، ووفق تقرير نشره مركز “كارنيغي” للدراسات بتاريخ 4 حزيران 2015 فإن “الأمن الغذائي في سوريا تعرّض إلى التآكل في السنوات القليلة الماضية، في ظل تراجع إنتاج المحاصيل الرئيسة بدرجات متفاوتة بسبب تأثير الصراع في المبيدات، وعرقلة طرق التجارة، وانخفاض دعم الوقود”.

ولاء سبع – ريف دمشق

اقرأ أيضاً