أشار وزير الخارجية التركي حقّان فيدان، أن بلاده لم تتراجع عن إجراء محادثات مع سوريا، وذلك بعد نحو أسبوعين من تأكيده أن الظروف غير مناسبة للتقارب بين أنقرة ودمشق.
وقال فيدان، خلال لقاء متلفز أجراه بتاريخ 18 آذار الجاري: “إن تركيا لم تتراجع يوماً عن إجراء مباحثات مع دمشق والحديث معها عن المشكلات القائمة”.
وتابع: “أولويتنا بشأن الملف السوري هو استمرار اتفاق أستانا” منوّهاً إلى ضرورة عدم اندلاع اشتباكات بين فصائل المعارضة والجيش السوري حالياً.
وأشار إلى “ضرورة اتخاذ خطوات لحل المشكلات والخلافات الراهنة على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة”.
وفي 3 آذار الجاري قال فيدان في مؤتمر صحافي، أجراه في ختام منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثالث الذي أُجري في أنقرة: “إن الظروف غير مناسبة للتطبيع مع دمشق”، موضحاً أنه بحث مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، خلال لقائهما على هامش المنتدى، الملف السوري بالتفصيل، وفق ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
وفي 16 آذار الجاري أكدت الخارجية التركية أن الجانبين التركي والروسي أجريا مشاورات مشتركة برئاسة نائب وزيري الخارجية التركي بوراك أكجابار، والروسي ميخائيل غالوزين، ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر دبلوماسية تأكيدها أن “المشاورات تناولت الملف السوري من مختلف أبعاده، وعملية التطبيع بين تركيا وسوريا، التي تجمدت بالكامل، وأقر الجانبان بصعوبة استئنافها في الوقت الراهن”.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه دمشق أن مطلبها الأساسي فيما يتعلق بملف التقارب مع تركيا هو انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية التي سيطرت عليها شمالي البلاد، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تأكيده أن بلاده تنوي استكمال أعمالها في سوريا، إذ قال في كلمة ألقاها عقب ترؤسه اجتماع الحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة بتاريخ 4 آذار الجاري: “أوشكنا على إتمام الطوق الذي سيؤمن حدودنا مع العراق وخلال الصيف القادم سنكون قد حللنا هذه المسألة بشكل دائم”.
يشار إلى أن مسار التقارب السوري- التركي انطلق علنياً في 28 كانون الأول 2022، عندما أجرى وزراء دفاع روسيا وسوريا وتركيا اجتماعاً في موسكو، وتلته اجتماعات عدة على مستوى وزراء خارجية سوريا وروسيا وتركيا وإيران ونوابهم ووزراء دفاع الدول الأربع.