مما لاشك فيه أن حادثة إسقاط الطائرة الروسية “إيل 20” بسبب الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مواقع في اللاذقية السورية، رسمت ملامح جديدة للعلاقات “الروسية – الإسرائيلية”، فالكيان الإسرائيلي تجاوز خطوط حمراء عريضة جداً لدى روسيا وهي المساس بحياة جنودها، الأمر الذي دفع موسكو إلى رسم خطوط جديدة ذات نطاق أضيق لعلاقاتها مع “إسرائيل” في سوريا.
إذ سلطت صحيفة “الحياة” السعودية الضوء على التبعات التي يتوجب على الكيان الإسرائيلي تحملها بعدما قررت روسيا تزويد سوريا بمنظومة “إس 300″، فجاء فيها:
“مع أن نتنياهو وعد بوتين بأن هذا الحادث لن يتكرر، وأن التنسيق مع موسكو سيظل ساري المفعول، إلا أن قرار تزويد الجيش السوري بصواريخ (إس -300)، سيلغي تلقائياً قرار الرئيس الروسي السماح لإسرائيل بغارات جديدة”.
وتحدثت “موسكوفسكي كومسوموليتس” الروسية عن تفاصيل استخدام المنظومة قائلة:
“لصد غارة العدو هناك أكثر من 100 صاروخ مضاد للطائرات جاهزة للانطلاق .. الرئيس ووزير الدفاع الروسيين قالا بوضوح: كل هذا يتم على وجه التحديد لضمان سلامة جنودنا الروس، سوف تعمل أنظمة الحرب الالكترونية على حماية منشآتنا وناسنا، وفي الوقت نفسه، أولئك الموجودين قربنا، أي العسكريين السوريين”.
وتناولت صحيفة “العرب” اللندنية مرحلة ما بعد تزويد سوريا بـ”إس 300″ فيما يخص العلاقات الروسية – الإسرائيلية، إذ جاء فيها:
“يصح التساؤل اليوم عما إذا كانت ضمانات روسيا لعام 2015 لإسرائيل لا تزال سارية المفعول، وسيكون الاختبار عند قيام إسرائيل بضربات مستقبلية ضد الأراضي السورية، حيث يمكن أن تكون الكلفة مرتفعة في حال تم نشر منظومة أس-300 وتشغيلها من قبل عسكريين روس يمكن أن يتعرضوا للأذى. وهذا الاحتمال سيضع العلاقة الثنائية في مهب الريح.. يمثل القرار الروسي حول أس- 300 رسالة لإسرائيل لتذكيرها بشروط الاتفاق بينها وبين موسكو، وحثها على إبلاغ القوات الروسية بتحركاتها بما يكفي من الوقت مُسبقا بحيث يتم تفادي مثل الحادث الذي حصل، لكن تطويق المضاعفات في تغيير قواعد اللعبة ليس بالأمر اليسير”.
أما “هآرتس” العبرية فقالت:
“روسيا حددت للعالم الطريق الواجب أن تسير فيها إسرائيل وتعلمت اللغة الوحيدة التي تفهمها إسرائيل، لافتاً إلى أنه يجب أن يتعلم من يؤيدون المصالح الحقيقية لإسرائيل، ويتعلم من يؤيّدون العدل: فقط بالقوة، وعندما تبدأ إسرائيل بتلقّي العقوبات أو دفع ثمن، حينها فقط ستحسن طريقها، موضحاً أن سلاح الجو سيفكّر من الآن مرتين وربمّا أكثر قبل القصف القادم في سوريا”.
يمكن أن تكون هذه الحادثة قد عكست مدى التفاهم الروسي – الإسرائيلي الحاصل في سوريا وذلك بسبب رد الفعل الروسي الحاد، لكن في الوقت ذاته لا يمكن نكران أن المستفيد الأول من هذه الحادثة هو الدولة السورية التي حظيت بمنظومة دفاع جوي قوية جداً، وبدأت تتحدث عن “إس 400” وذلك بالتزامن مع تلميحات المسؤولين السوريين عن توجه الدولة لاستعادة جميع أراضيها بما فيها تلك التي تتواجد بها القوات الأمريكية والتركية.