خاص || أثر برس سنوات طويلة مرت على افتتاح مسرح و سينما “الزهراء” وسط مدينة دمشق، هذا المسرح الذي لطالما استقطب نخباً فنية ونجوماً من الصف الأول عربياً كان منطلق لأفلام وأصواتٍ لا تنسى.
تاريخ الزهراء:
افتتحت سينما “الزهراء” في دمشق في 11 تشرين الثاني 1959، وتم خلال الاحتفال عرض أول فيلم على شاشتها العملاقة، وكان فيلماً أمريكياً غنائياً استعراضياً.
تحتوي سينما الزهراء على مسرح وما يقارب 1500 مقعد؛ خمسون منها متموضعة ضمن مقصورات “لوجات” في مقدمة “البلكون”.
أفلام ونجوم الزهراء:
وشهدت السينما أضخم عروض “هوليود”، مثل: “سبارتاكوس”، و”قصة الحي الشرقي”، و”ذهب مع الريح”، كما كانت المحطة الأبرز في الحياة الفنية خلال مرحلة الوحدة السورية المصرية، واستقطبت جميع مطربي وفناني الزمن الجميل المصريين، مثل: أم كلثوم، فريد الأطرش، عبد الحليم حافظ، فايزة أحمد، نجاة الصغيرة.
كما تألق على مسرحها عدد من الفنانين السوريين والعرب، أمثال: دريد لحام، نهاد قلعي، صباح، وديع الصافي.
عن أهمية هذه السينما التاريخية سبق وقال “سامي المبيض”: “أهمية هذا المكان تنبع من العصر الذهبي الذي برزت وعاشت فيه، ففي مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية شهدت دمشق مرحلة من الإبداع الذي شمل كافة الصعد، في الفن والثقافة والمجتمع ككل، كما أن مهناً كثيرةً مرتبطة بالفن كانت قد بدأت تشرع في مجتمع يعدّ محافظاً، إضافة إلى أهمية موقعها وسط العاصمة دمشق بجانب مجلس الشعب (البرلمان)”.
الزهراء تطوي مقاعدها:
توقف نشاط سينما ومسرح الزهراء خلال فترة الحرب على سوريا مطلع عام 2011، وعادت إلى نشاطها عام 2018 عبر فرقة “نبض” التي أحيت حفلين فقط هما: “جرعة موسيقا”، و”يطول عمرك أم زياد”، في يوم ميلاد السيدة “فيروز”.
لكن اليوم، وبسبب الوضع الاقتصادي والتطور التكنولوجي ربما، فإن سينما الزهراء تغلق أبوابها، حيث قال أحد العاملين في سينما الزهراء لـ “أثر”: “السينما أغلقت منذ زمن.. وهي معروضة للبيع الآن.. لم يبق تذاكر للدخول وانطوت المقاعد للأبد”، مضيفاً أن الانترنت بات مسرح الأعمال الفنية اليوم.
غنوة المنجد