أثر برس

بعد أن تطرّق لافروف إليه في اجتماع موسكو.. ما هو المشروع الأمريكي في الرقة؟

by Athr Press A

افتتح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية سوريا وإيران وتركيا وروسيا، أمس الأربعاء، في موسكو بكلمةٍ حدّد فيها إطاراً لخريطة طريق يمكن المضيّ قُدُماً استناداً إليها في مسار التقارب بين دمشق وأنقرة.

وتطرّق لافروف، في حديثه إلى الوجود الأمريكي في سوريا، قائلاً: “حسب معلوماتنا، فقد بدأ الأمريكيون في تشكيل ما يسمى بجيش سوريا الحرة في محيط الرقة السورية بمشاركة ممثلين عن العشائر العربية المحلية ومسلحي داعش ومنظمات إرهابية أخرى، وذلك بهدف واضح هو استخدام هؤلاء المسلحين في مواجهة السلطات الشرعية في سوريا لزعزعة الاستقرار في البلاد”، مضيفاً: إنّ “هذه القضية بحثها وزراء دفاع الدول الأربع مؤخراً.”

عين واشنطن على الرّقة

بعد تفعيل مسار التقارب التركي– السوري، أعربت واشنطن عن رفضها لهذا المسار داعيةً أنقرة إلى الامتناع عن التقارب من دمشق، تزامناً مع إقدامها على تحركات ميدانية في منطقة الشرق السوري لا سيما في محافظة الرقة، التي سبق أن انسحبت منها القوات الأمريكية.

وفي 20 كانون الأول الفائت، بدأ الأمريكيّون بتطبيق سيناريو يقوم على إعادة تشكيل فصيّل “لواء ثوار الرقة” المنحل منذ حزيران 2018، ليكون قادراً على الانتشار على خطوط التماس المباشرة مع القوات التركيّة شمالي محافظة الرقة، إرضاءً لرغبة أنقرة بإبعاد الوحدات الكردية بعمق 30 كم داخل الأراضي السوريّة.

ونقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية حينها، عن مصادر كردية معارضة لـ “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” قولها: “إن الضباط الأمريكيين طلبوا من قائد فصيل “لواء ثوار الرقة”، أحمد العلوش أثناء جولتهم في مدينة الرقة، إعادة تشكيل فصيله، ورفع عدد عناصره ليصل إلى 3000 مقاتلٍ في الحدّ الأدنى، على أن تؤمّن واشنطن التكلفة والرواتب الشهرية لهم”.

وأوضحت الصحيفة أنه “سيكون من شأن هذا السيناريو، إن تَحقّق، إحراج موسكو، وقطع الطريق على مساعيها لإقناع “قسد” بالانسحاب، وتسليم مناطقها للجيش السوري”.

وفي غضون ذلك، أفادت مصادر لـ “أثر برس” بأن “القوات الأمريكية تعمل على تجهيز قاعدة عسكرية جديدة في محافظة الرقة عند مدخل المحافظة وبالقرب من نهر الفرات وجسر الرشيد”.

وانحلّ فصيّل “لواء ثوار الرقة” بعد أن أطبقت “قسد” على مقرّاته في المدينة في حزيران 2018، إذ اعتقلت قائده مع ما يزيد عن 300 عنصر من عناصره، قبل أن تُعاود الإفراج عنه بعد نحو شهر، إثر وساطة أميركية.

وتشكّل فصيل لواء ثوار الرقة عام 2012، وانضم إلى “جبهة النصرة” في تشرين الأول عام 2013، قبل أن تُصدر “النصرة” بياناً في نيسان 2014 معلنةً فيه فضّ أي ارتباط تنظيمي بينها وبين الفصيل بسبب وجود تقصير من الطرفين.

يُشار إلى أنّ الرقة لا تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة على عكس باقي مناطق الشرق السوري، إلى جانب خلوها من الثروة النفطية، غير أنّ الرقة تعتبر الجسر الجغرافي الوحيد الرابط بين الحسكة شرقاً وعين العرب وعفرين غرباً، حيث تبعد مسافة 160 كم شرق مدينة حلب، ويحدها من الشمال مدينة تل أبيض ومن الشمال الشرقي مدينة الحسكة، على حين يحدها من الجنوب محافظة دير الزور.

أثر برس

اقرأ أيضاً