خاص ||أثر برس وصلت أسعار المحروقات في السوق السوداء لمعدلات قياسية في اليومين الماضيين، حيث تراوح سعر “بيدون” البنزين من سعة 20 ليتراً بين 180-200 ألف ليرة سورية، الأمر الذي أثّر في تسعيرة النقل العام في سيارة الأجرة “تكسي” ضمن العاصمة دمشق.
يقول ياسين الخضر في حديثه لـ “أثر برس”: “طلب مني سائق التكسي مبلغ 15 ألف ليرة من كراجات الست إلى منطقة الحجاز وسط العاصمة، هي مسافة أدفع عادة لاجتيازها مبلغ 6000 ليرة، ما يعني زيادة تصل لضعفي ونصف، وعند سؤالي السائق عن السبب رد بأنه أشترى البنزين بسعر 9000 ليرة لليتر الواحد”.
يونس، يعمل سائق تكسي، يقول في حديثه لـ “أثر برس”: “قرارات الحكومة مهما كانت إيجابية تؤثر في السوق السوداء فوراً، فمثلاً قرارات تخفيض مخصصات السيارات الحكومية ثم حديث وزير النفط يوم أمس، ستعني أن المواد ستقل في السوق السوداء أيضاً لأن التجار سيجدون في الأمر مناسبة لتقليل العرض بما يساهم في رفع السعر”.
ويشير “محمد أبو عدنان”، الذي يعمل سائق تكسي أيضاً إلى أنه يحصل على أي كمية يريدها من السوق السوداء، ويقول لـ “أثر برس”: “اللي يبيع بنزين علناً مو خايف من شي”، ويضيف: “البنزين المهرب بيحل مشكلة للناس”.
ثأراً من الـ GPS:
تعتبر نهى الحسين في حديثها لـ “أثر برس” أن سائقي التكسي ضاعفوا أسعارهم منذ أن تم تركيب أجهزة تتبع مسار حافلات نقل الركاب GPS والتي أجبرت سائقيها على العودة للعمل على خطوط النقل بعد أن كانوا يحصلون على مخصصاتهم لبيعها في السوق السوداء، ما تسبب بقلة حاجة الناس إلى استخدام سيارات التكسي كركاب أو طلبات خاصة، وبالتالي فإن سائقي التكسي عوضوا نقص الطلب عليهم برفع الأسعار مستغلين أوقات الذروة.
وتتفق ريم جمعة معها وتقول لـ “أثر برس”: “ليلاً يقل عدد الحافلات، ويبدأ عمل سائقو التكسي الذين يمكن وصفهم بـ”الصيادين”، لا يمكن أن تشير لتكسي وتتوقع أن يطلب أقل من 10 آلاف ليرة للمسافة التي تفصل بين جسر الرئيس وملعب الجلاء في المزة أو إلى منطقة “باب توما”، ولا أجد فائدة من التقدم بشكوى للشرطي الموجود، أو حتى إلى الجهات المختصة بمثل هذه الشكاوى، فالقانون سيطبق على فرد بعينه لكن لن يتحول الأمر لحالة عامة ولن يلتزم بقية السائقين بالتسعيرة”.
رأي لـ “أثر”:
قياساً بالتجربة الناجحة لـ GPS في تحديد كمية المخصصات التي تمنح لحافلات النقل العام يمكن تطبيقها في سيارات النقل “تكسي”، ليتم منحهم مخصصات يومية تتناسب وحجم المسافة التي يقطعونها يومياً، بما يخرج سيارات التكسي من حسابات تجار السوق السوداء، فيقل الطلب على البنزين الأمر الذي قد يؤثر في الأسعار ولو في مستوى أجرة النقل.