خاص || أثر برس
زهراء سرحان
نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادرها أن حلف “الناتو” بدأ يبدي تململاً مما وصفته بالعرقلة التركية لمشاريعه وذلك بالتزامن مع حديث صحيفة روسية أن قطر تنوي الانضمام إلى “الناتو”.
وقالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية استناداً إلى مصادرها: “إنه لم يعد أي من الطرفين، بروكسل أو أنقرة، يتظاهر بأن العلاقات بين الجانبين على ما يرام، وقد تكون تركيا حصان طروادة الروسي داخل قلعة الحلف، إذ يشكو الضباط الأميركيون في بروكسل، وفق مصدر غربي، من أن الأتراك، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز ٢٠١٦، والتقارب مع روسيا، يشلّون كل المبادرات”.
وأشارت الصحيفة اللبنانية إلى أن الحلف الأطلسي، يضم عدداً كبيراً من العقداء الأتراك ينتشرون على كل مستويات القيادة في أجهزة “الناتو” ويعرقلون عمله.
الجدير بالذكر، أن خروج تركيا من “الناتو” في المرحلة الحالية مستبعد، وذلك وفقاً لما أكده وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، حيث صرح أن تركيا تشكل جبهة أمامية بالنسبة لـ”الحلف”، كونها محاذية لسوريا، مما يشير إلى أن تركيا لا تزال لازمة لتحقيق أهداف معينة لدول “الناتو” في سوريا، وأن فعالية ورقتها لم تنته بعد، خصوصاً بعدما عقدت واشنطن اتفاقاً مع أنقرة حول مدينة منبج السورية، الذي لم يحقق لتركيا أي من مطالبها سوى خروج الأكراد من المدينة مع احتمال عودتهم لها إن اضطرهم الأمر، وذلك وفقاً للبيان الذي أصدرته “قوات سوريا الديمقراطية” قبل خروجها من المدينة.
ومن جهتها، أكدت “الأخبار” أن “هناك في القيادة من يرى أن الأتراك لن يبقوا طويلاً، وأن من الأفضل للجميع أن يغادر هؤلاء بروكسل، بل أن يطردوا منها”.
وفي ظل حديث أعضاء “الناتو” عن ضرورة خروج تركيا من “حلف شمال الأطلسي”، نقلت صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية عن مصادرها “أن هناك مبادرة قطرية لا يمكنها إلا أن تثير قلق الجيران، وهي طموح قطر لعضوية كاملة في حلف الناتو”، حيث أشار إلى ذلك وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية، في مقابلة أجرتها معه مجلة “الطلائع” القطرية.
وعند الحديث عن احتمال دخول قطر إلى “الناتو”، يعود للذاكرة حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قاعدة “العديد” العسكرية الأمريكية في قطر، حيث أكد حينها أن هذه القاعدة تعتبر أهم قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، وأن القوات الأمريكية تستخدمها بشكل كبير في عملياتها العسكرية في سوريا والعراق، إذ تم استخدامها في الضربة الثلاثية على سوريا.
كما يتزامن الحديث عن دخول قطر في “الحلف” وخروج تركيا منه مع مجموعة أحداث شهدتها الساحة السورية، حيث تم الكشف في الفترة الأخيرة عن وصول تعزيزات عسكرية أمريكية إلى منطقة شرق الفرات، وبناء مراكز رصد بتمويل خليجي في المنطقة ذاتها، إضافة إلى الاتفاق التركي-الأمريكي في مدينة منبج، الذي قضت بنوده بانعدام التواجد التركي في المنطقة وإبقاء المدينة تحت الإدارة الأمريكية.
يبدو أن الاتفاق التركي-الأمريكي يعتبر بمثابة إبرة تخدير لتركيا في سوريا، وأن أمريكا تحاول اللعب على حبل آخر، ليكون لها بديل إن قررت يوماً التخلي عن تركيا.