خاص|| أثر برس عاد مشهد الصراعات الداخلية للاشتعال مجدداً فيما بين مسلحي الفصائل الموالية لأنقرة بريف حلب، من خلال اشتباكات عنيفة اندلعت على مدار ساعات اليوم، في قرية “عبلة” التابعة لمنطقة الباب شمال شرق حلب.
الصراع الجديد بين المسلحين بدأ صباح اليوم بهجوم فصيل “الجبهة الشامية” التابعة لما يسمى بـ “الفيلق الثالث في الجيش الوطني”، على مقرات مسلحي “حركة أحرار الشام” في قرية “عبلة”، باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، إلى جانب عدد كبير من الدبابات، لتندلع اشتباكات عنيفة بين الجانبين، واللذين استقدما تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيط القرية.
وتمكن مسلحو “الشامية” من تحقيق التقدم على “أحرار الشام” والسيطرة على مقراتها في القرية، الأمر الذي دفع بمسلحي الأخيرة إلى جلب تعزيزات إضافية، ارتفعت على إثرها وتيرة المعارك واتخذت منحى أثر عنفاً ودموية.
وتسببت الاشتباكات التي دارت داخل قرية “عبلة” بإصابة 10 مدنيين على الأقل بجروح متفاوتة الشدة، فيما قُتل وأصيب أكثر من 25 مسلحاً من كلا الطرفين، وسط استنفار عسكري كبير من قبل كافة فصائل أنقرة المنتشرة ضمن منطقة الباب.
وقالت مصادر محلية لـ “أثر”، إن “الجبهة الشامية” تذرعت في هجومها بعدم قدرة “أحرار الشام” على ضبط المسلحين التابعين لها، وخاصة لناحية كتائبها الثلاث التي كانت أعلنت وقف المشاركة في العمليات العسكرية ضمن مناطق شمال حلب، اعتراضاً على حصر العمل العسكري الذي هددت أنقرة بتنفيذه ضمن مناطق شمال حلب فقط، وعدم امتداده إلى مناطق ريف إدلب.
ونقلت المصادر عن مقربين من قياديي “الشامية” قولهم، إن “الجبهة” وبدعم من قيادة “الفيلق الثالث”، هدفت من خلال حملتها على مقرات “أحرار الشام” في “عبلة”، إلى تأديب قيادة “الحركة” وإجبارها على ضبط مسلحيها وضمان التزامهم بالأوامر الصادرة عن القوات التركية.
كما امتدت صراعات المسلحين من ريف الباب، لتصل إلى منطقة عفرين، التي شهدت اشتباكات متفرقة بين عناصر الفصيلين المتصارعين، وخاصة في ظل قيام عناصر فصيل “الشامية” باقتحام منازل تعود ملكيتها لقياديين من “أحرار الشام” في حي المحمودية وسط عفرين المدينة.
وبعد سيطرة “الشامية” على كامل قرية “عبلة”، وانحسار وتيرة المعارك لنحو ساعة ونصف من ظهر اليوم، عادت الاشتباكات لتشتعل مجدداً مع حلول الساعة الثالثة عصراً، في ظل وصول مؤازرة عسكرية كبير لـ “أحرار الشام” إلى محيط القرية، وتنفيذها هجمات عنيفة لاستعادة المقرات التي خسرها الفصيل.
وجاءت الاشتباكات العنيفة فيما بين الفصيلين اللذين يعدان من ضمن رؤوس الحربة التي تعتمد عليها تركيا في عملياتها العسكرية، بعد أن كانا أعلنا قبل أيام قليلة، عن انتهائهما من كافة الاستعدادات اللازمة للمشاركة في العمل العسكري الذي هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتنفيذه تحت ذريعة إنشاء “المنطقة الآمنة” شمال سوريا.
يذكر أن ثلاث كتائب عسكرية تابعة لفصيل “أحرار الشام” ينحدر مسلحوها من ريف إدلب، كانوا علّقوا مشاركتهم في أي أعمال عسكرية إلى جانب تركيا، اعتراضاً على تحديد الرئيس التركي أردوغان منطقتي منبج وتل رفعت، كوجهتين رئيسيتين للعملية، دون أرياف إدلب التي انسحبوا منها في وقت سابق، بعد نجاح الجيش السوري في استعادة السيطرة عليها.
زاهر طحّان- حلب