أثر برس

بعد اجتماعات ثنائية مكثفة.. أردوغان يجدد مطالبته لواشنطن بوقف دعم “قسد”

by Athr Press Z

طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الولايات المتحدة الأمريكية مجدداً بضرورة وقف الدعم لـ”قوات سوريا الديمقراطية- قسد” شرقي سوريا، وذلك بعد أيام من انتهاء اجتماعات “الآلية الاسترايتجية” بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا في واشنطن.

واستغل أردوغان، مأدبة إفطار مع سفراء عدد من الدول في أنقرة، ليجدد مطالبه المتعلقة بوقف الدعم الأمريكي لـ”قسد” قائلاً: “ننتظر من الدول الصديقة، وخاصة حلفائنا، أن تظهر تضامنها مع تركيا على الأقل من خلال قطع الدعم المقدم للتنظيم الإرهابي الانفصالي تحت ذريعة داعش” وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.

وجاءت تصريحات أردوغان، بعد نحو أسبوع من انتهاء اجتماعات “الآلية الاستراتيجية” بين تركيا وأمريكا في واشنطن، بحضور وزيري الخارجية التركي حقان فيدان والأمريكي أنتوني بلينكن، والتي من المفترض أنها ناقشت الملف السوري بأبعاده كافة، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.

وأدان بلينكن خلال الاجتماعات التركية- الأمريكية ممارسات تنظيم “PYD” الذي يشكّل أحد مكونات “الوحدات الكردية” شرقي سوريا إلى جانب إدانته لممارسات تنظيم “داعش” وفق ما نقلته “الأناضول”.

تقارب بعد فتور:

فترت العلاقات بين واشنطن وأنقرة جراء اختلافهما على نقاط عدة أبرزها الدعم الأمريكي لـ”قوات سوريا الديمقراطية- قسد” وموقف تركيا من حرب أوكرانيا، وتأخرها في الموافقة على انضمام السويد إلى حلف الناتو 20 شهراً، إلى جانب إقدام أنقرة على شراء منظومة “إس 400” الروسية.

وبعد بدء التصعيد في غزة في 7 تشرين الأول 2023، بدأت تتراجع العلاقات بين واشنطن وحلفائها في الشرق الأوسط، إلى جانب تعرض القواعد الأمريكية في سوريا والعراق لمئات الاستهدافات وباتت دعوات الانسحاب العسكري من سوريا والعراق مطروحة بكثافة في دوائر التحليلات السياسية الأمريكية.

وفي الأول من شباط الفائت أكدت القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، أن بلادها لا تنوي الانسحاب من سوريا، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن بلادها تسعى إلى تعزيز التعاون مع تركيا.

وفي 20 شباط الفائت زار عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي الديمقراطيين، السيناتورين كريس ميرفي وجين شاهين، أنقرة والتقيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية التركي حقّان فيدان، ووفق ما نقلته حينها صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر دبلوماسية أن الدبلوماسيين الأمريكيين ناقشوا خلال اللقاء 3 رسائل أساسية: “الأولى، أن على الولايات المتحدة أن تستخدم تأثيرها لوقف العنف الإسرائيلي المتصاعد في غزة، محذرين من أن أزمة غزة قد تمتد إلى المنطقة، والرسالة الثانية، تتعلق بتعاون الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب الكردية” في سوريا، أما الثالثة فركّزت على الدور الذي تلعبه تركيا في شحن الحبوب من أوكرانيا، والأهمية الحيوية التي توليها لأمن البحر الأسود”.

وفي منتصف شباط الفائت وافق الكونغرس الأمريكي، بشكل رسمي، على بيع مقاتلات من طراز إف – 16 لتركيا، بعد شهور طويلة من المفاوضات بين البلدين.

في الأسبوع الأول من آذار الجاري أعلنت أنقرة أنه من الصعب في هذه المرحلة استكمال عملية التقارب السوري- التركي، إذ قال وزير الخارجية التركي حقان فيدان، في مؤتمر صحفي عقب لقاء أجراه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في ختام منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثالث الذي أُجري في أنقرة في 4 آذار الجاري: “إن الظروف غير مناسبة للتطبيع مع دمشق”.

وفي هذا الصدد، قال الكاتب والمحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو: “إن المؤشرات ترجح فشل مسار التطبيع، خاصة بعد التقارب التركي- الأمريكي الأخير”.

وبعد بدء اجتماعات “الآلية الاستراتيجية” رجّحت بعض التحليلات أن تحقق هذه الاجتماعات تقدماً في حل الخلاف الأمريكي- التركي في سوريا، وفي هذا السياق نشرت صحيفة “المجلة” الكويتية أنه “قد يكون لدى وزيري الخارجية الأمريكي والتركي القدرة على إيجاد طرق للمساهمة في إيجاد حل سياسي ومواجهة الأزمة الإنسانية وإعادة بناء سوريا، إذا ما عملا معاً من أجل ذلك، ولكن مدى قدرة الطرفين على التعاون سيعتمد على مدى المرونة التي يرغبان في إظهارها، وخاصة فيما يتعلق بالدور المستقبلي لوحدات حماية الشعب”.

لم تنعكس نتائج الاجتماعات التركية- الأمريكية في واشنطن على آراء التحليلات الأمريكية، إذ نشرت صحيفة “ناشيونال إنترست” الأمريكية قبل يومين مقالاً لفتت فيه إلى أنه “مع توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والدول الشريكة في الشرق الأوسط بسبب الحرب المستمرة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، التي تستهدف القوات الأمريكية، حان الوقت لإدارة بايدن وأعضاء الكونجرس أن يسألوا أنفسهم ما إذا الوجود الحالي للقوات يستحق خسارة المزيد من الأرواح الأمريكية، بينما يخاطر أيضاً بحرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، علاوة على ذلك، يتعين على وزارة الدفاع أن تعيد تقييم أهداف ونطاق عمليات نشر القوات المستمرة في الشرق الأوسط”.

وقبل أيام قليلة من انطلاق اجتماعات “الآلية الاستراتيجية” لفتت “رويترز” إلى أن هذه المحادثات قد تكون الأصعب بشأن التعامل مستقبلاً مع سوريا وعلاقات أنقرة الاقتصادية القوية مع روسيا، مرجحة أن يظل أي تقدم بشأن سوريا بعيد المنال بعد سنوات من الخلافات.

وفي 14 كانون الأول 2023  أكد آخر سفير أمريكي في سوريا روبرت فورد، أن “إدارة جو بايدن لن تتخلى عن تنظيم واي بي جي/ بي كي كي الإرهابي الذي تعده شريكاً محلياً”، مضيفاً أن إدارة بايدن مصرة على إبقاء القوات الأمريكية شرقي سوريا وهي محتاجة إلى شريك محلي هناك، وتدرك انزعاج تركيا من هذه الشراكة.

ووفق التقديرات فإن تجديد أردوغان لمطالبه المتعلقة بوقف الدعم الأمريكي لـ”قسد” وإشارته إلى موقف بلاده المعتدل من حرب أوكرانيا بعد أيام من انتهاء اجتماعات “الآلية الاستراتيجية”، لا تشير إلى وجود تقدم في حل النقاط الخلافية المتعلقة بالملف السوري بين الجانبين التركي والأمريكي.

زهراء سرحان- أثر برس

اقرأ أيضاً