مضى 6 أيام على إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن نيته لشن عملية عسكرية في الشمال السوري لاستكمال مشروع “المنطقة الآمنة” تم خلالها الحديث عن وصول تعزيزات عسكرية روسية وتركية وأخرى تابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية-قسد” إلى جبهات شمال وشمال شرق سوريا، إلى جانب إعلان بعض الأطراف الفاعلة في الملف السوري عن مواقفها الرسمية من هذه العملية (إن حصلت)، دون أن يُقدم الجانب التركي على أي خطوة جدية بهذا الخصوص، الأمر الذي فتح الباب أمام نشر المزيد من التحليلات والسيناريوهات المحتملة لمستقبل تلك المنطقة السورية.
وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” مقالاً تحليلاً تحدثت فيه بشكل هخاص عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتبر الداعم الرئيسي لـ”قسد” وفي الوقت ذاته حليف رئيسي لتركيا وشريكتها في عضوية “الناتو” قالت فيه:
“سجل الولايات المتحدة -ليس فقط في سوريا وإنما كذلك في أفغانستان- يجعل تأكيدات الولايات المتحدة بشأن أي شيء يصعب تصديقه، في الوقت ذاته، تواصل الولايات المتحدة تزويد وحدات حماية الشعب بالأسلحة والمعدات، كما تبدو الإعفاءات الأخيرة من العقوبات من قبل الولايات المتحدة شكلاً آخر من أشكال الدعم القوي، وعلى الرغم من الصعوبات المختلفة، وخطر نشوب نزاعات جديدة محتملة مع الحلفاء الرئيسيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، والدخول في مواجهة مع أطراف أخرى، لا يزال من الممكن أن تتخذ تركيا الخطوات التي تراها ضرورية”.
فيما نشر موقع “المونيتور” الأمريكي مقالاً حول المكاسب التي يمكن أن يحققها أردوغان، في حال شن هذه العملية على صعيد الداخل التركي، جاء فيه:
“ستجبر العملية العسكرية الجديدة المعارضة التركية على الالتفاف حول العلم والعودة إلى نوع الخطاب الذي ينفر الناخبين الأكراد وهو ما قد يصب في صالح أردوغان وسط تكهنات متزايدة بإجراء انتخابات مبكرة في تشرين الثاني”.
فيما ناقشت صحيفة “الأخبار” اللبنانية احتمال تنفيذ العملية التركية:
لم يحسم أمر العملية العسكرية التي يهدّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بتنفيذها في الشمال السوري، ليترك بذلك الباب موارباً.. بشكل عام، وعلى الرغم من تراجع مؤشّرات قيام أنقرة بشنّ عملية عسكرية جديدة في سوريا، تشير التطورات الميدانية والعسكرية والسياسية الأخيرة إلى أن تركيا عازمة على مواصلة ضغطها بحثاً عن أكبر مكاسب ممكنة من الحرب الروسية في أوكرانيا، سواءً كانت هذه المكاسب قضم المزيد من الأراضي لإقامة مشروع «المنطقة الآمنة» الذي يجده إردوغان فرصة للتخلّص من اللاجئين السوريين، إضافة إلى تشكيل طوق يبعد خطر الأكراد عن حدوده، وإيجاد موطئ قدم دائم في الشمال السوري، أو عبر رفع القيود الأميركية المفروضة عليها في جانب التسليح، وإتمام عمليات بيع مقاتلات أميركية تريدها، إضافة إلى إعادتها إلى برنامج طائرات F35 الذي أُبعدت عنه على خلفية شراء منظومة S400 الروسية، فضلاً عن تحصيل دور أكبر في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي ينتظر موافقة تركية مدفوعة الثمن للقبول بانضمام فنلندا والسويد إليه”.
يشير محللون إلى أن نيّة أردوغان بشن عملية عسكريو لاستكمال مشروع “منطقة آمنة” شمالي شرق سوريا هو قرار تركي محسوم، لكن لا يوجد مؤشرات يمكن من خلالها تحديد توقيتها وآليتها والمناطق التي ستشملها، فيما يؤكد خبراء عسكريون أنه من المستبعد أن تشمل هذه العملية مناطق في ريف حلب الشمالي.