أثر برس

بعد الاتصال الأخير بين لافروف والمقداد.. التصعيد الروسي ضد “إسرائيل” بسوريا يعود إلى الواجهة

by Athr Press Z

وسط الحديث عن تصعيد في اللهجة الروسية ضد “إسرائيل” بخصوص الغارات التي تشنها الأخيرة على سوريا، لا سيما بعد بيان وزارة الخارجية الروسية الذي شددت خلاله على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، أجرى وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والسوري فيصل المقداد، اتصالاً هاتفياً، ناقشا خلاله عدة مواضيع من ضمنها الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا والحرب الأوكرانية وارتداداتها على العالم.

وأفاد بيان نشرته الخارجية الروسية، حول الاتصال الذي جرى بين لافروف والمقداد أول أمس الخميس، بأن الجانبين ناقشا “التداعيات العالمية للأزمة في أوكرانيا والغارات الإسرائيلية الجديدة على سوريا، وبحثا المسائل الملحة المطروحة على الأجندة الدولية، مع التركيز على الأزمة التي افتعلها الغرب الجماعي في أوكرانيا وتداعياتها العالمية”، مضيفاً أن “لافروف عكس هذا التركيز على الحرب في أوكرانيا، ودرجة ترابط الملفات التي تنخرط فيها موسكو بشكل مباشر، خصوصاً في اتجاه الوضع بأوكرانيا وسوريا”، مشيرة إلى أن “أوساط روسية نبهت أكثر من مرة خلال الأسابيع الأخيرة إلى استياء روسي من تصريحات صدرت في تل أبيب حول اتهامات لروسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، وإعلانات التضامن مع الجانب الأوكراني في الحرب الجارية”.

وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط” فإن “لهجة لافروف خلال المكالمة الهاتفية مع نظيره السوري المقداد، حملت تصعيداً ملحوظاً ضد “التصرفات الإسرائيلية” في سوريا، وشكلت مع لهجة البيان الذي صدر قبل ذلك عن الخارجية الروسية إشارة مهمة إلى تل أبيب على خلفية استياء روسي من مواقف الأخيرة حيال الحرب في أوكرانيا، و التركيز على الحرب في أوكرانيا في بيان الخارجية عكس درجة ترابط الملفات التي تنخرط فيها موسكو بشكل مباشر، خصوصاً في اتجاه الوضع بأوكرانيا وسوريا، وهذا ما أظهره بوضوح تعمد لافروف التشديد وفقاً للبيان، على امتنان موسكو لدمشق لموقفها الثابت المؤيد للخطوات الروسية الحازمة، ولتضامنها مع السياسات الخارجية الروسية الرامية للدفاع عن النظام العالمي المبني على ميثاق الأمم المتحدة”.

تصعيد اللهجة الروسية ضد الاعتداءات “الإسرائيلية” على سوريا، كان متوقعاً منذ أن أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني غانتس” عن قبول “إسرائيل” بتنفيذ قرار المصادقة على تزويد أوكرانيا بـ “معدات دفاعية” لمساعدتها في مواجهة القصف الروسي، وفي هذا الصدد سبق أن قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية: “إن التوتر بين موسكو وتل أبيب عاد، ليتضاعف القلق الإسرائيلي من مدى تداعيات ذلك على حرية سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا”، مشيرة إلى أنه “بعد إعلان غانتس، عادت الأجهزة الأمنية إلى مباحثات التعامل مع الرد الروسي على هذا القرار، وإذا ما كان التدهور في العلاقة سيؤدي إلى موقف روسي يهدد من خلاله سلاح الطيران الإسرائيلي في سوريا، من خلال تفعيل منظومات دفاعية روسية متطورة، إلى جانب التدهور في علاقة التنسيق بين الجيشين الروسي والإسرائيلي في سوريا”.

وفي هذا الصدد، يشير الإعلام العبري إلى أنه في الوقت الذي تبدي فيه “إسرائيل” تأييداً للمعسكر الغربي في الحرب الأوكرانية، تبقى حريصة على علاقاتها مع روسيا في سوريا لعدم تقييد حرية حركتها، حيث جاء في “تايمز أوف إسرائيل” أن “الضربات الإسرائيلية في المجال الجوي السوري استمرت إلى حد كبير، حتى منذ أن بدأت موسكو غزوها لأوكرانيا، وجدت إسرائيل نفسها على خلاف مع روسيا لأنها تدعم أوكرانيا بشكل متزايد، مع ذلك، تجنب رئيس الوزراء نفتالي بينيت انتقاد روسيا بشكل مباشر، ساعياً إلى الحفاظ على حرية التحرك الإسرائيلية في سماء سوريا”.

وسط هذا التصعيد تسعى بعض التحليلات “الإسرائيلية” إلى طمأنة “الداخل الإسرائيلي” بأن روسيا لن تقيد حركتهم في سماء سوريا، زاعمة أن غاراتهم على سوريا تخدم مصالح مشتركة بين “إسرائيل” وروسيا، مشيرين إلى أن هذا التصعيد هي مجرد رسائل من روسيا لتحذير الكيان الإسرائيلي من تأييد المعسكر الغربي في الحرب الأوكرانية.

أثر برس 

اقرأ أيضاً