تشهد محافظة إدلب السورية تطورات عديدة تُنذر بمرحلة جديدة قد تمر بها المحافظة يمكن أن تغير قواعد الاشتباك فيها لا سيما الانسحاب التركي من بعض نقاط المراقبة في ريفي إدلب وحماة والضربة الروسية لمقر تابع إلى “الجيش الوطني” التابع للاحتلال التركي وذلك بالتزامن مع التدخلات التركية في قرة باغ.
هذه التطورات وجهت أنظار الصحف العربية والعالمية إلى السياسة التركية الخارجية:
حيث تناولت صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية الضربة الروسية الأخيرة بمقال لها جاء فيه:
“الأنظار تحولت إلى اتساع الفجوة بين موسكو وأنقرة من جديد لتشمل تباين البلدين في قره باغ، والهجوم الروسي على فصيل معارض موال لتركيا في إدلب، ومن الصعب دائماً تنسيق مصالح تركيا مع مصالح روسيا، إلا أنها لا تتوافق حقاً مع أي طرف في الشرق الأوسط.. رغبة تركيا في العمق الاستراتيجي وإصرار روسيا على استعادة الدولة السورية للسيطرة على كافة أراضيها اصطدمت بعنف في شباط في إدلب آخر معاقل المعارضة السورية”.
وفي “نيزافيستيا غازيتا” الروسية جاء:
“شهد خطاب أردوغان أقسى التصريحات ضد موسكو، فاستشاط الرئيس التركي غضبا من قصف القوات الجوفضائية الروسية معسكراً للمجموعات المسلحة في إدلب، وفي الوقت نفسه، هاجم الولايات المتحدة، قائلاً: إن الأمريكيين يحاولون إنشاء منطقة عمليات قتالية جديدة على طول الحدود السورية-العراقية، وذلك ينذر بمآسي جديدة.. وقال مدير البحث العلمي بمعهد حوار الحضارات، أليكسي مالاشينكو: يبدو أن أردوغان يفقد إحساسه بالحدود، فهو ببساطة، يخرج عن طوره، يحدث ذلك له بعد قره باغ، لقد قرر أن يعادي الجميع: روسيا وفرنسا والولايات المتحدة والدول العربية، وإذا كان يظن أن العالم الإسلامي سوف يدعمه بفضل هذا الموقف، فهو مخطئ، لن يفهموه حتى داخل بلده”.
ونشرت “الأخبار” اللبنانية:
“قبل الضربة الأخيرة، كان الجانب الروسي محرَجاً، وفي موقع ضعف، ويعاني من مماطلة الأتراك في تطبيق اتفاق موسكو الذي ينصّ على فتح طريق M4 أما بعد الضربة، فقد استعادت موسكو المبادرة، وهي ربّما تكون في صدد تغيير قواعد الاشتباك، واستغلال الميدان السوري لتصفية حساباتها مع أنقرة، بخصوص جبهتَي ليبيا وناغورنو قره باغ”.
من الواضح أن التدخلات التركية في سورية وليبيا وقرة باغ لا يمكن فصلها عن بعضها وتأثيراتها السلبية على تركيا وعلاقاتها مع باقي الدول واضحة بشكل كبير، وبالرغم من هذه التأثيرات يصرّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على التصعيد ميدانياً وسياسياً من خلال تصريحاته، الأمر الذي يؤكد أن التدخلات التركية هي لإشغال الجيش التركي عن معارضة أردوغان وتوريطه في معارك تستنزفه خارج الأراضي التركية.