تدور المحادثات في الأوساط السياسية الأمريكية حول الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط وضرورة تحديد أولويات واشنطن في المنطقة في ظل التوترات التي تشهدها.
وبعد الرد الإيراني على الكيان الإسرائيلي باستهداف أراضي فلسطين المحتلة بمئات الصواريخ، هدد كيان الاحتلال أنه سيرد على الهجوم الإيراني الذي ألحق أضراراً جسيمة بمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، وفي هذا السياق نقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، لينكولن بلومفيلد، قوله: “إن مخاوف الإدارة الأمريكية بشأن إمكانية حدوث تصعيد أوسع في النزاع بين إسرائيل من جهة وإيران والجماعات المتحالفة معها من جهة أخرى، قد يتطلب زيادة القوات الأمريكية في المنطقة”.
وأشار بلومفيلد إلى أن البنتاغون أعلن خلال الأيام القليلة الماضية عزمه إرسال تعزيزات إلى المنطقة، إذ أكد البنتاغون في الأول من تشرين الأول الجاري أن واشنطن تنوي إرسال “بضعة آلاف” من القوات الإضافية إلى الشرق الأوسط لتعزيز الأمن والدفاع عن الكيان الإسرائيلي.
فيما حذّر دبلوماسيون وخبراء أمريكيون من هذا الانخراط الأمريكي، إذ أشار الخبير العسكري، الباحث في مؤسسة أولويات الدفاع، دانيال ديفيس، إلى أن “إرسال حاملات الطائرات والقوات الإضافية قد يوحي بأننا نتدخل فعلياً في الصراع، هذا الأمر يشكل طريقاً شائكاً، وقد يؤدي إلى تعرض قواتنا في العراق وسوريا للخطر” وفق ما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.
وفي هذا السياق، أشار أستاذ الأمن الدولي في جامعة جورج واشنطن دكتور بنجامين فريدمان، إلى الأضرار التي باتت تلحق بواشنطن بسبب “التصعيد الإسرائيلي” إذ قال في لقاء متلفز مع قناة “الجزيرة”: “إن هذه الحرب امتدت وتوسعت، فهناك هجمات الحوثيين على السفن والهجمات بالصواريخ على القوات الأمريكية في سوريا والعراق”، موضحاً أن “قرار إدارة بايدن بقي واضحاً وهو أننا لن نقاتل إيران أو أي طرف آخر نيابة عن إسرائيل”.
وأضاف أن “التعاطف مع إسرائيل أصبح محدوداً جداً، وإدارة بايدن كانت واضحة جداً وكشفت بوضوح أنها مستعدة لمساعدة إسرائيل للدفاع عن نفسها ضد الصواريخ والحجارة، ولكن ليس أكثر من ذلك”.
ونفذ حرس الثورة الإيراني في الأول من تشرين الأول الجاري، هجوماً بمئات الصواريخ على فلسطين المحتلة، مستهدفاً ثلاث قواعد عسكرية “إسرائيلية” مؤكداً أن هذا الهجوم جاء في إطار حق إيران بالدفاع عن النفس بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، ورداً على اغتيال أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، ومسؤول ملف لبنان في قوة القدس في حرس الثورة، اللواء عباس نيلفوروشان.
يشار إلى أن وزير الخارجية عباس عراقتشي، أكد بعد الهجوم الإيراني أن بلاده رسالة بعد العملية الصاروخية إلى الولايات المتحدة عبر سويسرا، وقال: “أخبرنا الولايات المتحدة أن ردنا المقبل سيكون أقسى في حال الاعتداء على إيران”، كما حذّرت “الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية” من “أي تدخل أمريكي في أي عمل عدائي ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، وتحذّر أيضاً من استخدام الاحتلال الإسرائيلي أجواء البلاد لقصف الأراضي الإيرانية”، مؤكدة أنه “في حال أي عمل عدائي من هذا النوع ستكون جميع القواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة أهدافاً لنا”.