أمر وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني غانتس” جيشه بالاستعداد للحرب على إيران، وذلك بسبب تطور برنامجها النووي، وبحسب “غانتس” فإن الهدف من الحرب هو تخريب الترسانة النووية الإيرانية، فيما يؤكد عسكريون إسرائيليون على أن “إسرائيل” غير مستعدة لتوجيه أي ضربة على إيران، وذلك استناداً إلى القدرات العسكرية “الإسرائيلية ” والدفاعية الإيرانية، إلى جانب التحركات الحاصلة في الشرق الأوسط خلال هذه المرحلة والتي لا تحتمل أي توتر جديد.
مراكز دراسات وصحف أمريكية نشرت تقاريراً تحليلية حول هذه التهديدات الإسرائيلية وأسبابها وواقعيتها، مسلّطة الضوء على العديد من تفاصيل وتفاصيل المحادثات النووية
حيث نشرت صحيفة “ناشيونال إنترست” تقريراً جاء فيه:
“إيران ملتزمة بجهودها النووية، لقد تحملت سنوات من العقوبات الاقتصادية المعوقة، والحرب الإلكترونية الإسرائيلية المعقدة للغاية ضد بنيتها التحتية الاستراتيجية، واغتيالات علمائها النوويين، والهجمات على أهدافها العسكرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ومع ذلك، فإن إيران الآن أقرب من أي وقت مضى إلى إتقان دورة الوقود النووي الكاملة، كما تمكّنت من الحفاظ على جيوشها بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ومد نفوذها الاستراتيجي من اليمن عبر العراق وسوريا إلى لبنان”.
وفي مركز “ريسبونسيبل ستيتكرافت” للدراسات جاء:
“من خلال توسيع برنامجها النووي، تضغط طهران على الولايات المتحدة والدول الأوروبية المشاركة لتقديم تلك التنازلات، وليس لأجل تسريع الحصول على أسلحة نووية، وقد أكد رئيس وكالة الاستخبارات المركزية “بيل بيرنز” مؤخراً على إجماع أجهزة المخابرات الأمريكية على عدم وجود دليل على سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، وفي هذا السياق، من المنطقي أن يطلب الإيرانيون ضمانات أكثر صرامة تلزم واشنطن بعدم التراجع عن التزاماتها مرة أخرى، وتطالب طهران بضمان إزالة العقوبات بشكل فعال، وهو ما يعني خلق بيئة آمنة للاعبين الاقتصاديين الدوليين للانخراط في أعمال تجارية مع إيران”.
فيما نشر “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى” تقريراً حول القدرة العسكرية الإيرانية جاء فيه:
“قد يكون تطوير رأس حربي قادر على تحمل ضغوط ودرجات حرارة العودة إلى الغلاف الجوي معقداً تقنياً مثل تصميم جهاز انفجار نووي، ومع ذلك فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار إمكانية أن تتمكن إيران من استخدام طائرة كنظام توصيل بدلاً من صاروخ، بعد كل شيء، لم تعد الطائرات مفضلة اليوم لأنها عرضة للاعتراض وإثارة العديد من قضايا القيادة والسيطرة، وبدلاً من ذلك أصبحت الصواريخ ذات الرؤوس النووية تهيمن على الترسانات الحديثة ومع ذلك، قد لا تزال الأساليب المحمولة جواً جذابة لإيران، حيث يمكن حتى للطائرة المقاتلة أن تحمل سلاحاً نووياً تكتيكياً صغيراً نسبياً ولكنه قوي ومخصص للاستخدام في ساحة المعركة”.
وفي هذا الصدد نقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين تقييمهم للتهديدات الصادرة من مسؤوليهم، مشيرين: “لدى إيران عشرات المواقع النووية، بعضها في أعماق الأرض يصعب على القنابل الإسرائيلية اختراقها وتدميرها بسرعة، وسلاح الجو الإسرائيلي، ليس لديه طائرات حربية كبيرة بما يكفي لحمل أحدث القنابل الخارقة للتحصينات، لذلك يجب قصف المواقع المحمية بشكل متكرر بصواريخ أقل فعالية، ومن الصعب جداً بل من المستحيل إطلاق حملة من شأنها أن تعتني بكل هذه المواقع”.
وأضافوا: “بصرف النظر عن القدرة على إصابة الأهداف، سيتعين على إسرائيل أن تصد في نفس الوقت الطائرات المقاتلة الإيرانية وأنظمة الدفاع الجو، ومن المرجح أن يؤدي أي هجوم على إيران إلى هجمات انتقامية من حلفاء إيران الذين سيحاولون إجبار إسرائيل على خوض حرب على عدة جبهات في وقت واحد، إلى جانب أن القدرات الدفاعية الإيرانية أقوى بكثير مما كانت عليه في عام 2012، وعندما نظرت “إسرائيل” بجدية في الهجوم، وجدت أن المواقع النووية الإيرانية محصّنة بشكل أفضل ولديها المزيد من صواريخ أرض – أرض التي يمكن إطلاقها بسرعة من الأنفاق”.
ويخلّص العديد من الخبراء والمحللين إلى أن التهديدات “الإسرائيلية” غير قابلة للتنفيذ وهي مجرد حرب دعائية، كما يخلصون إلى أن إيران لا تصنّع سلاحاً نووياً لاستخدامه بل لتحقيق معادلة ردع لا يمكن تجاوزها من قبل “إسرائيل”.