بعد التغيّرات الأخيرة في الموقف التركي نحو التقارب مع دمشق، وفي خطوة لاحتواء وطمأنة متزعمي “المعارضة” المدعومة من أنقرة، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عبر تغريدة نشرها عبر حسابه في “تويتر”، الأمس الأربعاء، عن عقده اجتماعاً مع وفد من “المعارضة” السوريّة.
وذكر “أوغلو” أنه التقى خلال الاجتماع، سالم المسلط رئيس “الائتلاف الوطني”، وبدر جاموس رئيس “هيئة التفاوض”، وعبد الرحمن مصطفى “رئيس وزراء الحكومة المؤقتة”، لافتاً إلى أن “أنقرة تقدّر وتدعم مساهمة المعارضة في العملية السياسية في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.
من جانبه، قال بدر جاموس رئيس “هيئة التفاوض”: “إن جاويش أوغلو جدد التأكيد على دعم المعارضة السورية”، مشيراً إلى أن “ماسمعته من وزير الخارجية التركي يؤكد أننا لا نزال في صف واحد”.
يأتي ذلك بعد أن شهدت منطقة أعزاز ريفاً ومدينة إلى جانب مدينة الباب وبعض مناطق إدلب، خروج مظاهرات واسعة من قبل فصائل أنقرة وعائلاتهم قبل حوالي أسبوعين، تم فيها إحراق العلم التركي، رفضاً لما جاء في تصريحات “أوغلو” المفاجئة، بعد كشفه عن إجراء محادثة “قصيرة” مع وزير الخارجية السوري، وذلك على هامش اجتماع “حركة عدم الانحياز” الذي عُقد في تشرين الأول 2021، بالعاصمة الصربية بلغراد، وعن حديثه حول ضرورة المصالحة بين “المعارضة” والدولة السورية، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وأوضحت مصادر “أثر” حينها، أن دوريات الشرطة التركية “الجندرما”، اقتحمت منازل الأشخاص المطلوبين، بعد أن ثبتت مشاركتهم في حرق العلم التركي استناداً إلى “الفيديوهات” المتداولة، واقتادتهم إلى المقرات العسكرية التركية في مدينة أعزاز، دون أي تدخل يذكر من قبل قادات الفصائل المنتشرة في المدينة، والذين شارك بعضهم الأتراك في عمليات الاعتقال وفي مقدمتهم القيادي “عبد الرحمن إدريس” الملقب بـ “أبو ياسين”.
ويرى الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص بالشأن التركي حسن محلي في مقال نشره عبر “الميادين نت”، أن “أردوغان اتبع تكتيكاً ليقول من خلاله لإيران وروسيا، شريكتيه في أستانة إنه مستعد للمصالحة مع الرئيس الأسد، ولكن المعارضة (هو يقول الشعب السوري) لا تقبل ذلك، بدليل التظاهرات التي خرجت في مناطق وجود الجيش التركي في الشمال السوري”.
في المقابل، يشير محللون إلى أن الرئيس التركي يستخدم “المعارضة” السوريّة، ورقة مساومة، من أجل العبور خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، التي يريد قبل إجرائها حل مشكلة اللاجئين السوريين، التي تشكل أكبر الأزمات في الداخل التركي، بالاتفاق مع الدولة السورية، ولاسيما أن 6 أحزاب تركية معارضة اتفقت على مرشح توافقي للمشاركة في الانتخابات الرئاسية عام 2023، ليكون بذلك منافساً له، وسط تعرّض تركيا لأكبر أزمة مالية منذ وصول حزب “العدالة والتنمية” إلى السلطة عام 2002.
أثر برس