سقطت ورقة التوت الأخيرة عن جسد المنتخب السوري للشباب الذي يقوده الهولندي مارك فوته في نهائيات كأس آسيا التي تستضيفها أوزبكستان حالياً، بعدما حل أخيراً في مجموعته بنقطة واحدة إثر خسارته أمام أوزبكستان وإندونيسيا بهدفين نظيفين وتعادل مع المنتخب العراقي بهدف وجاء الهدف في الدقيقة 90+5.
ورافق هذه النتائج السيئة أداء لا يقل سوءاً عنها الأمر الذي جعل الجمهور والمراقبين والمتابعين يتحسرون ويتألمون على الحال التي وصل إليها المنتخب، سيما وأن اتحاد الكرة رسم مستقبل جميل له بعد التعاقد مع المدرب الهولندي مارك فوته الذي اتضح أنه لا يختلف عن أي مدرب سوري سوى بالجنسية ولون العينين وهناك من هو أفضل منه من المحليين.
بعد التأهل للنهائيات والذي طبل وزمر له كثيرون، على الرغم من أنه خرج من عنق الزجاجة مع منتخبات لم نسمع بأسماء دولها سابقاً كجزر ماريانا أو ماريان التي فزنا عليها بعشرة أهداف نظيفة ومنتخبات بالكاد تلعب كرة القدم كالصين تايبيه التي عذبتنا حتى فزنا بهدف وتركمانستان التي هزمناها بأربعة أهداف لهدف، وعندما بدأ الجد ولعبنا مع منتخب بمستوانا كالمنتخب الأردني خسرنا بهدف لهدفين.
استبشرنا خيراً ووضعنا التفاؤل نصب أعيننا بعد التأهل ولكن النتائج في الوديات لم تكن بحجم التفاؤل فخسرنا مع الأردن بهدفين نظيفين وفزنا بهدفين لهدف ومع الصين خسرنا بهدف وفزنا بهدفين لهدف وخسرنا من قطر بثلاثة أهداف لهدف ثم فزنا بأربعة نظيفة فأقيمت الدبكة وقرعت الطبول لهذا الفوز ليتبين لاحقاً وبعد النهائيات أن منتخب شباب قطر ليس بأفضل حال من جزر ماريانا فقد خسر أمام المنتخب الأسترالي بتسعة أهداف لهدف، ثم فزنا في آخر الوديات على منتخب طاجكستان المتواضع بهدف وبهدفين لهدف.
وأمام كل الأخطاء التي ظهرت في الوديات توقعنا تدخل من اتحاد الكرة الذي أقام المعسكرات لهذا المنتخب لحل الأخطاء، ولكنه ترك الأمور للمدرب الهولندي ومساعديه للاستمرار في الأخطاء، ربما ظناً منه أنهم يعالجون الأمور فأبعدوا الهداف عدي حسون والمحترف في بايرليفركوزن الألماني جان مصطفى، ليتضح لاحقاً أن سبب الإبعاد هو السماح للاعبين آخرين بالظهور فلم يقدموا المطلوب ولم يسجلوا سوى هدف يتيم مع صافرة نهاية آخر مباراة.
والواضح لنظرة سريعة على أسماء الجهازين الإداري والفني للمنتخب أن الموجودين ليسوا الأفضل ولا يمتلكون الخبرة وبعضهم تم زجه في البعثة بتسميات مختلفة، وليس كل من عمل مصوراً أصبح محلل أداء أو من درب فريق شباب أو كان مدرباً مساعداً يصبح مدرب منتخب، أو كل من أمسك القلم وكتب مقالة أصبح إدارياً، وكان على اتحاد الكرة عدم السماح بوجود هؤلاء لأن المنتخب اسمه منتخب سوريا وليس منتخب اتحاد الكرة الذي يملك صلاحية التعيين ولكنه لا يملك صلاحية العبث بمشاعر الملايين.
هل سيستمر فوته في الاتحاد؟
الأخبار تقول إن هناك انقساماً في الآراء ضمن قبة الفيحاء فيما يتعلق بالمدرب الهولندي حدث بين مؤيد لاستمراره وبين مطالب بفسخ عقده، وإذا ما أضيف إلى الطرف الثاني رأي الجمهور والمتابعين فإن الكفة سترجح وسيكون الطلاق بين اتحاد الكرة وفوته على الرغم من أن شهر العسل لم ينته.
خيبة أخرى وصدمة جديدة تتعرض لها الكرة السورية ويتحمل مسؤوليتها اتحاد الكرة الذي عولنا عليه كثيراً ولكن للأسف لم نحظ بأي شيء جميل واستمر التخبط في المنتخبات كما هو الحال في الدوري والتحكيم وباقي الأمور.
عاد منتخب الشباب خالي الوفاض ولا نتمنى أن تنتهي الحكاية بمجرد عودته بل نطالب بمحاسبة كل المقصرين الذي أوصلوا المنتخب لهذه الحال على الرغم من كل الدعم الذي قدم له.
محسن عمران || أثر سبورت