بعد الهجوم الذي قام به حزب الله اللبناني فجر اليوم الأحد، واستهدف خلاله أهدافاً نوعية للاحتلال الإسرائيلي، رداً على اغتيال القيادي فؤاد شكر “الحاج محسن” في العاصمة اللبنانية بيروت، عمدت تقارير أمريكية إلى مقارنة قدرات حزب الله العسكرية بين عامي 2006 و2024.
المقارنة بدأت منذ أن أطلقت المقاومة اللبنانية جبهة الإسناد للمقاومة الإسلامية في قطاع غزة، ففي الأسبوع الأول من تموز 2024، نشرت مجلة “إيكونومست” الأمريكية تقريراً، ناقشت فيه احتمالات نشوب حرب واسعة بين حزب الله والكيان الإسرائيلي وطالبت فيه الأخير بألا يتفائل كثيراً مشيرة إلى أن “حزب الله مستعد بشكل أفضل بكثير مقارنة بالحرب التي اندلعت في عام 2006”.
أما التغيير الثاني فيتمثل بتطور القدرات البرية لحزب الله وإنشائها لمجاميع خاصة قادرة على ضرب مسافة تصل إلى 20 كيلومتراً داخل فلسطين المحتلة، وفق “الإيكونومست”.
كما نقلت المجلة الأمريكية عن “ضابط إسرائيلي” قوله “إن القوة النارية لحزب الله أصبحت أكثر دقة، حيث باتت الجماعة تستخدم طائرات مسيرة صغيرة لتحديد الأهداف وبعد يوم أو يومين، تستخدم طائرات مسيرة أكبر لمهاجمة تلك الأهداف بدقة شديدة”.
وأضاف التقرير أنه “في عام 2006، كان لدى حزب الله حوالي 15 ألف صاروخ وقذيفة، غالبيتها العظمى كانت غير موجهة ومداها أقل من 20 كيلومترا، مما يعني أنها لم تكن قادرة على الوصول لمدينة حيفا”، مرجحاً أن الحرب القادمة ستكون أكثر شدة بكثير، على اعتبار أن حزب الله يمتلك الآن صواريخ وقذائف “قادرة على الوصول إلى تل أبيب وأبعد من ذلك وبتوجيه دقيق”.
بعد هجوم 25 آب 2024:
بعد الهجوم الذي شنه حزب الله فجر اليوم، أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” أن الحزب يمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ، وفي هذا الصدد، توضح الباحثة في مركز “كونترول ريسكس”، دينا عرقجي، أنه “كان لدى الحزب في عام 2006، قرابة 15 ألف صاروخ، وهو عدد تضاعف نحو 10 مرات على الأقل وفق التقديرات” وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس”.
وحول مصدر هذه الصواريخ وغيرها من الأسلحة، أشار تقرير لموقع قناة “الحرة” الأمريكية إلى أن “حزب الله تلقى شحنات كبيرة من الصواريخ والطائرات بدون طيار من إيران، وبدأ مؤخراً في إنتاج أسلحته الخاصة، كما تملك هذه الجماعة قدرات دفاع جوي، وهو ما لا تمتلكه أغلب المجموعات في المنطقة”.
ونوّه تقرير “واشنطن بوست” إلى أن “معظم أسلحة حزب الله هي ذخائر غير موجهة من الدرجة الأدنى، وقد تهدد أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية إذا أطلقت بأعداد كبيرة” مضيفة أن “الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لإسرائيل هو الذخائر الدقيقة التي قال حزب الله إنه يمتلكها”.
وأضاف التقرير أن ترسانة حزب الله تتضمن أيضاً مدفعية مضادة للدبابات، وصواريخ باليستية ومضادة للسفن، فضلاً عن طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات، مما يسمح لها بالوصول إلى عمق أراضي فلسطين المحتلة، مشيراً إلى أن “الحزب يمتلك أيضاً طائرات شاهد 136 وغيرها من الطائرات بدون طيار المصنعة في إيران، والموجهة بنظامي التوجيه الكهروضوئي ونظام تحديد المواقع العالمي جي بي إس”.
تكتم حول حجم ونوعية الأسلحة الموجودة لدى حزب الله:
تؤكد التقديرات الأمريكية أن حزب الله، لم يكشف بعد عن كافة الأسلحة والصواريخ التي يمتلكها، ووفق تقرير لشبكة “CNN” الأمريكية فإن “حزب الله يحتفظ بغطاء محكم على ترسانته، مما يترك خبراء الأسلحة لتخمين المدى الكامل لقدراته، والكثير مما هو معروف للعامة يأتي من تصريحات الجماعة وزعيمها نصر الله، الذي يقول إن مقاتليه استخدموا جزءاً فقط من أسلحتنا في تصعيد الهجمات على شمالي إسرائيل منذ 8 تشرين الأول”.
وفي هذا السياق، أشار محلل الدفاع والعسكرية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فابيان هينز، إلى أن “حزب الله يحتفظ بالسرية بشأن ترسانته، إذ استغرق الأمر 13 عاماً حتى تكشف الجماعة عن استخدامها لصاروخ C-802 لإغراق سفينة إسرائيلية في عام 2006” وفق ما نقلته “واشنطن بوست”.
يشار إلى أن حزب الله شن فجر اليوم الأحد، هجوماً طال أهدافاً نوعية لكيان الاحتلال، ووفق ما أكدته تقارير عبرية فإن أحد المقرات المُستهدفة كانت مقرات لـ”الموساد الإسرائيلي”.