تبذل تركيا في الفترة الحالية كل جهودها على الصعيد السياسي للتخلص من المأزق الذي وقعت به في إدلب، المتمثل بسيطرة “جبهة النصرة” على معظم مناطق ريف المحافظة، والذي يضع المحافظة أمام خيار عسكري قريب لاستعادتها من قبل الدولة السورية، خصوصاً بعدما أكدت وسائل إعلام معارضة ومصادر تابعة للفصائل الموالية لأنقرة أن تركيا كان لها تأثير كبير في سيطرة “النصرة” على مناطق انتشارهم، كاشفة أنه فجأة انقطع عنهم الدعم التركي.
صحيفة “يني شفق” التركية والمقربة من سلطات دولتها، ذكرت أن هناك تقارير استخباراتية تشير إلى أن هناك دولتين خليجيتين لم تذكر اسمهما، دفعتا شرعي “الجبهة” المدعو “أبو اليقظان المصري” إلى إصدار فتاوى لمحاربة الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في الشمال السوري وبالتالي ابتداء المعركة في إدلب، وذلك بعد الإعلان عن بدء الانسحاب الأمريكي من سوريا، وفقاً لما ذكرته الصحيفة التركية.
واعتبرت “يني شفق” أن الهدف من هذه الخطوة هو تشتيت انتباه تركيا عن عملية شرق الفرات، وإدخالها في نزاعات إدلب.
ويأتي تقرير الصحيفة هذا بعدما كشفت العديد من المصادر التابعة للفصائل المسلحة الموالية لتركيا عن معلومات تؤكد أن أنقرة هي المسؤولة عن سيطرة “النصرة” على مناطق ريفي إدلب وحلب الغربي، حيث نقلت صحيفة “عنب بلدي”، عن مصادرها التابعة للفصائل المسلحة والتي رفضت الكشف عن هويتها، أن الدعم المالي الذي كانت تنتظره الفصائل من تركيا لم يصل إليهم منذ مدة، مشيرة إلى أن تركيا طلبت من بعض الفصائل، تسليم سلاحها والانضمام لـ “النصرة”، مقابل أن يصلهم الدعم المالي خلال الفترة المقبلة.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر مقربة من الفصائل المسلحة لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، بعد أيام من سيطرة “النصرة” على مواقعهم في إدلب، قولهم: “النصرة باشرت بالتوغل، وأن انهياراً سريعاً وغير مفهوم وقع على بعض المحاور، ليصل الأمر إلى استسلام مذلّ” مشيرة إلى أن “المصدر رفض التفسير المرتبط بحدوث خيانة داخل الحركة، ويؤكد في الوقت نفسه أنها كانت خدعة كبرى رسم معالمها الأتراك ونفّذتها جماعاتهم، ولا سيما فيلق الشام”.