خاص|| أثر برس عُقد أمس الأربعاء في موسكو اجتماعاً بين وزراء دفاع كل سوريا وتركيا وروسيا، وُصف بأنه “تاريخي” باعتباره جاء بعد 11 عاماً من القطيعة بين الجانبين، بسبب الحرب السورية التي انخرطت فيها تركيا بشكل كبير.
وأكدت وزارات الدفاع الثلاث أن اللقاء كان إيجابياً، وسط تسريبات عن احتمال عقد لقاء على مستوى وزراء خارجية البلدان الثلاثة، في بداية 2023، إلى جانب قمة ثلاثية على مستوى الرؤساء قبل الانتخابات الرئاسية التركية في حزيران 2023، وفقاً لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر ديبلوماسية روسية.
اجتماع وزراء دفاع الدول الثلاثة بعد 11 عاماً من القطيعة، وعلى الرغم من أنه تم التهميد له على مدى الشهور الثلاث الفائتة، يثير بعض إشارات الاستفهام حول المرحلة القادمة، لا سيما فيما يتعلق بمطالب دمشق المتعلقة بالانسحاب التركي من الأراضي السورية ووقف دعم الفصائل المسلحة التابعة لتركيا، وفي هذا السياق أكد أستاذ العلاقات الدولية الدكتور بسام أبو عبد الله، خلال حديث لـ”أثر” أنه “بالنهاية فإن الهدف النهائي هو انسحاب قوات الاحتلال التركية من كل الأراضي السورية، فهذا مطلب سوريا الأساسي، لكن كيف سيتم ذلك في ضوء ما يجري على الأرض” مشدداً على أن “هذا العمل يحتاج إلى تنسيق أمني عسكري بين البلدين، لأن أي انسحاب لا يجوز أن يترك فراغاً ويجب أن يملؤه الجيش العربي السوري خطوة خطوة، وبالتالي فإن التنسيق مطلوب لأن عملية الانسحاب تحتاج إلى ملئ الفراغ كي لا تملؤه قوى أخرى أو تنظيمات أو قد يكون بشكل فوضوي”.
واللافت أن لقاء وزراء الدفاع الثلاثة، جاء بعد يومين من تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عندما أعلن أن بلاده ستتخذ خطوات جديدة في مسار إنشاء “منطقة آمنة” على طول الحدود السورية- التركية وبعمق 30 كم، وبدوره كان وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، قد أكد أنه يجري مفاوضات مع روسيا لاستخدام الأجواء السورية في العملية التركية ضد “الوحدات الكردية” شمالي سوريا، لتؤكد مصادر مطلعة بعد الاجتماعي الثلاثي الذي عُقد أمس في موسكو أن ملف العملية التركية كان على طاولة البحث بين الأطراف الثلاثة وفقاً لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
وحول مصير هذه العملية أكد أبو عبد الله لـ”أثر” أن تركيا لا تمانع دخول الجيش السوري إلى المناطق الحدودية، وقال: “إن العملية التركية انتقلت إلى مرحلة تنسيق مباشر، إذا كان الهدف هو ضرب ما يسمى تنظيم قسد وإبعاده، فهذا يحتاج إلى تنسيق مع الدولة السورية لأن هناك سيكون الضغط أكبر، وفي حال الرفض سيجري التعاطي مع هذا الطرف بشكل عسكري”، مشيراً إلى أن هذا سيكون “شكل من أشكال زيادة الضغط على ميليشيا قسد الانفصالية المدعومة أمريكياً باتجاه الخروج من المناطق السورية إلى مسافة معينة بهدف دخول الجيش السوري وعودة مؤسسات الدولة السورية”.
وأضاف أبو عبد الله أن “العمل العسكري يجب أن يتم بالتنسيق بين الأطراف يعني بالتنسيق السوري- الروسي- التركي فالعملية العسكرية ستكون منسقة وعلى معرفة مسبقة والعمليات يجب أن تكون معلن عنها ومتفق عليها بشكل مسبق ومنسّقة عبر الأقنية الأمنية والعسكرية”.
وأكد الدكتور بسام أبو عبد الله، خلاله حديثه لـ”أثر” أن هذه الخطوة لا تصب في المصالح الأمريكية، الأمر الذي أعلن عنه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر صحفي أجراه اليوم الخميس، قال خلاله: “هناك دول تعارض التقارب السوري-التركي، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية”، وفي هذا الصدد أشارت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية إلى أن “المعارضة الأمريكية للعملية التركية البرية ضد قوات قسد الكردية في شمال سوريا، قد تكون مرتبطة بانتقال أنقرة إلى موسكو، وكذلك العلاقات المحتملة مع الدولة السورية”.
يشير افتتاح المسار الديبلوماسي الرسمي بين سوريا وتركيا بعد 11 عاماً من القطيعة باجتماع وزراء الدفاع البلدين، إلى أن خطوات التقارب بدأت بنقطة التقاء بين الجانبين التركي والسوري، وهي منع “قسد” من إنشاء “إقليم انفصالي” وتمكين نفسها في أراضي الشمال السوري، الأمر الذي يزيد من الضغوطات على “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” ويضعها أمام خيارات محدودة.
زهراء سرحان