أفاد مصدر مطّلع لوكالة “سبوتنيك” الروسية بأن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان سيزور العاصمة السورية دمشق في الأيام القليلة القادمة.
وجاء ذلك بعد تأكيد خبراء حول وجود مؤشرات سعوديّة في مسار الانفتاح السياسي مع سوريا بالتزامن مع قرب انعقاد القمة العربية في الرياض نهاية آذار المقبل، والتي يرجّح بعضهم حضور دمشق فيها، لتكون بداية فعلية لانتهاء الأزمة السورية عربياً بعد تعليق عضويتها عام 2011 بقرار عربي لا يتوافق وميثاق الجامعة حينها.
وفي هذا الصدد، قال المحلل السعودي د.علي العنزي، أول من الأمس، في لقاءٍ تلفزيوني تبثه قناة “الشرق” الإخبارية السعودية: إنّ “المملكة لن تكون عائقاً أمام عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وأنّها تسعى إلى لم الشمل العربي، وتسعى بكل جهدها ألا تكون أي دولة عربية خارج القمة.”
كما أوضح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة “صن يات سين”- بكين، الدكتور شاهر الشاهر في حديث لـ“أثر برس” حول مدى إمكانية حضور دمشق إلى القمة، بالقول: “أعتقد أنّ السعودية كسرت حاجز الجليد بينها وبين دمشق، وتعمل حالياً على عودة دمشق للجامعة العربية”، وأردف الشاهر “إنّ القمة العربية المقبلة والتي ستعقد في الرياض ستكون قمة جامعة”، مرجّحاً أنّ “تسير الأمور بهذا الاتجاه، وأنّ تكون عودة العلاقات مع السعودية مرحلة حقيقية لإعادة الإعمار في سوريا”.
في المقابل، أشارت صحيفة “الأخبار” في وقتٍ سابق، إلى أنه “لا يمكن الحديث عن خطوة حقيقية من الرياض نحو دمشق في الوقت الحالي، خصوصاً في ظلّ إبقائها ملف الحجّ بيد “الائتلاف” المعارض، ما يعني أن أولى الخطوات التي يمكن أن يُبنى عليها تطبيع حقيقي بين البلدين تبدأ بهذا الملف”، موضحةً أنه “ثمّة تحرّكات روسية وإماراتية متواصلة لإعادة تطبيع العلاقات السورية- السعودية، لِمَا لها من تأثير كبير على الساحة السورية بشكلٍ خاص، وفي المنطقة بشكلٍ عام”.
وفي الوقت الذي أكّد فيه محللون أن السعودية التفّت على الحظر الأمريكي، عبر تكليّف منظّمات بجمع تبرّعات وإرسال مساعدات إلى سوريا، فإن المدير العام للطيران المدني السوري أعلن عن تلقي طلب من هيئة الطيران المدني السعودي لإرسال طائرة مساعدات للمتضررين من الزلزال الذي ضرب سوريا، عبر الهلال الأحمر السعودي من الرياض إلى دمشق.
وهبطت طائرة سعودية في مطار حلب الدولي يوم الثلاثاء الماضي للمرة الأولى منذ 2011، تحمل 35 طناً من المساعدات الغذائية، لإغاثة المتضررين من الزلزال.
وتعليقاً على ذلك، قال مدير الطيران المدني السوري باسم منصور في تصريحٍ لقناة “روسيا اليوم”: إنّ “طائرة المساعدات السعودية التي وصلت إلى مطار حلب الدولي هي أول طائرة سعودية تهبط في سوريا منذ عام 2011، حيث لا جسور جوية مباشرة بين سوريا والسعودية منذ سنوات لا من مطار الرياض ولا مطار جدة”، مذكراً أنه “لا حركة جوية بين البلدين ولا عبور للطائرات السعودية فوق الأجواء السورية، بينما تعبر الطائرات السورية فوق الأجواء السعودية”.
يشار إلى أنه وصلت، صباح اليوم، طائرة سعوديّة إلى مطار حلب تحمل 34 طناً من المواد الغذائية والطبية وهي الثالثة التي تصل سوريا، وفقاً لما نقلته وكالة “سانا”.
أثر برس