بالتزامن مع استمرار عملية التسوية في دير الزور والتي تجاوز عدد الملتَحقين بها 5000 شاب، قدّم وفد أمريكي نصيحة لأهالي ريف دير الزور الشرقي، بعدم التقدم إلى هذه التسوية وإجراء أي نوع من المصالحة مع الدولة السورية.
ووفقاً لما نقلته صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادرها فإن مندوبين من واشنطن عقدوا اجتماعَين منفصلَين مع أهالي ريف دير الزور الشرقي في حويجة ذيبان والباغوز، وقدّموا “نصيحة” لسكّان المنطقة مفادها: “عدم الوثوق بالدولة السورية، والابتعاد عن أيّ مصالحة معها، إلى حين إنجاز اتفاق سياسي نهائي للأزمة في البلاد”.
وفي الوقت ذاته، دفعت الولايات المتحدة، “الإدارة المدنيّة والعسكرية” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في دير الزور، إلى إصدار تعاميم تنصّ على “الفصل النهائي بحقّ كلّ شخص يعمل ضمن الإدارة المدنية وقام بإجراء مصالحة مع النظام، ولا يحقّ له العمل بأيّ مفصل من مفاصل الإدارة أو المنظّمات المحليّة العاملة ضمن مناطق الإدارة المحلية في دير الزور”.
ويشير بعض المحللين إلى حساسية ملف التسوية في دير الزور بالنسبة لواشنطن لاعتبارات عدة، حيث قال المحلل السياسي حسام طالب، في حديث لـ”أثر” حول هذا التفصيل: “إن فتح باب التسوية لأبناء المنطقة بشكل عامل مهم لضرب المشروع الأمريكي وخصوصاً بعد وصول عدد الذين تم تسوية أوضاعهم ما يقارب 6 آلاف مواطن من أبناء العشائر لذلك يسعى الأمريكي لوقف قطار المصالحة بالإغراءات التي وعد بها أبناء الجزيرة وبالضغط الذي تمارسه المليشيا التابعة له على الراغبين بالتسوية، بهدف الحفاظ على حالة التوتر وعدم الاستقرار في منطقة شرق سوريا.
كما أشار طالب إلى أن لدى الوجود الأمريكي في الجزيرة السورية بعدين أساسيين هما الحفاظ على حالة الضغط الاقتصادي والحصار على الدولة السورية، كونها منطقة غنية بالثروة النفطية، والبعد الآخر هو وجود الجزيرة السورية على الحدود السورية-العراقية وتشكل طريق الوصل بين دول محور المقاومة، ما يدفع الأمريكي إلى السعي للحفاظ على حالة التوتر والصراعات في المنطقة الشمالية الشرقية.
وأضاف أن “الأمريكي يدرك أن قسد لا تستطيع الاستمرار بعد انسحابه لذلك يسعى إلى تشكيل مليشيا بديلة من أبناء المنطقة تسمى الجيش العشائري، لضمان عدم سيطرة الدولة السورية على هذه المنطقة الهامة”.
وبالتوازي مع المحاولات الأمريكية لعرقلة عملية التسوية في دير الزور، نقلت “الأخبار” عن مصدر وصفه بالمقرّ من “مجلس سوريا الديمقراطية-مسد” حول الزيارة الأخيرة التي التقى خلالها وفد من الخارجية الأمريكية، بمسؤولين من “قسد” وطالب خلالها الوفد الأمريكي “قسد” بعدم القبول بأيّ اتفاق “غير عادل” مع الحكومة السورية، وعدم الخضوع للضغوطات الروسية، مع التشجيع على العمل مع أطراف المعارضة بشقَّيها العربي والكردي، لتشكيل الرأي العام السوري، مضيفاً أن «الأمريكيين أبلغوا الكرد بأنهم طلبوا من الروس التعامل بجدّية وشفافية مع مطالب قسد، في ملفّ الحوار مع الحكومة السورية».