خاص|| أثر برس بات نشاط تنظيم “داعش” واضحاً في الريف الشرقي إلى دير الزور ليصل إلى الريف الغربي ويمتد ليصل إلى ريف الحسكة الجنوبي، ولا يمر يوم إلا وهناك جريمة ارتكبها التنظيم فتجد جثة مفصولة الرأس، وإصدار جديد للتنظيم يحمل تحذير للأهالي وهجمات شبه يومية على نقاط تمركز “قوات سوريا الديمقراطية- قسد”.
نشاط “التنظيم” ارتفع بشكلٍ لافت بعد الهجوم على سجن الثانوية الصناعية وفرار العشرات من عناصر التنظيم ووصولهم إلى ريف دير الزور وتحديداً إلى المناطق الحدودية مع العراق، ورفع التنظيم وتيرة عملياته بعد المداهمة التي نفّذتها “قسد” في مخيم الهول شرق الحسكة واعتقال العشرات من المقيمين بينهم نساء متشددات وفق رواية “قسد”.
ويقول أحد أبناء بلدة أبو حمام لـ”أثر برس”: فترة الليل في ريف دير الزور الشرقي والشمالي الشرقي الوقت الملائم لتتحرك عناصر التنظيم بحريتهم، ومع دخول فصل الشتاء سيزيد نشاطهم، بينما يلتزم عناصر “قسد” بمراكزهم ليلاً خوفاً من تعرّضهم لهجمات من تنظيم “داعش”.
وتابع: “غالبية عناصر قسد هم من أبناء المنطقة إلا أن قسد حتى اللحظة لا تستطيع فرض قوانينها وتطبيقها بسهولة، والأوضاع حتى الآن غير مستقرة، والسبب تواجد داعش وقدرتهم على تنفيذ أحكامهم ووصولهم إلى كافة مناطق ريف دير الزور الشرقي والغربي وصولاً إلى ريف الحسكة الجنوبي وتحديداً جنوب شرق مدينة الشدادي المحاذية للحدود العراقية تويمين، والتي تعتبر مكاناً لتجميع مسلحي داعش”.
وأفادت مصادر “أثر” بأن تنظيم “داعش” يعتمد حالياً على استراتيجية جديدة تتناسب مع وضعه بعد خسارته لمعاقلها كاملة وضرب مصادر تمويلها، فيلجأ إلى العمليات الفردية والهجمات السريعة، وتطبيق القصاص لمن يخالف تعليماتهم وتفعيل الآلة الإعلامية من خلال المعرفات الخاصة بالتنظيم لبث العمليات التي ينفذونها والبيانات التي يهددون من خلالها الأهالي.
وفي هذا السياق تبنّى التنظيم خلال الفترة الماضية قتل ستة شبان بسبب انضمامها للعمل في صفوف “قسد” رغم أن الأخيرة جنّدتهم إجباريّاً ضمن صفوفها “دفاع ذاتي” وتم رمي جثثهم عند منطقة الــ 7 كم شمال دير الزور، ليتبنوا خلال الأيام القليلة الفائتة تفجير عدد من محال الصرافة وآبار النفط التي رفض أصحابها الالتزام بدفع الزكاة.
ويشير عادل، وهو من أهالي قرية الكشكية إلى أن حالة الخوف من التنظيم لا تزال قائمة في المنطقة فلا أحد يستطيع الخروج عن تعاليمهم أو مخالفتهم ومن لا ينفّذ ما يطلبونه سيتم قتله، وغالباً ما يكون العاملون في المؤسسات المدنية التابعة للإدارة الذاتية هدفاً لمسلّحي التنظيم، إضافة إلى المنضمين إلى “قسد”، وكل من يعمل في مجلس دير الزور المدني.
وما يؤكد أن “داعش” قادراً حتى اللحظة على تنفيذ هجمات وضرب مواقع لـ”قسد” والقوات الأمريكية في المنطقة، هو هجومه الأخير على سجن الثانوية الصناعية ذي الحراسة المشددة والإجراءات الأمنية الكبيرة والإشراف المباشر من القوات الأمريكية على هذا السجن، إلا أن التنظيم تمكنَّ من تنفيذ مخططه وتهريب عدد كبير من عناصر التنظيم المعتقلين داخل السجن.
نشاط التنظيم أثار مخاوف “قسد” التي تقوم بتشديد الإجراءات خاصة على المخيمات وتحديداً مخيم الهول الذي هدده التنظيم الإرهابي بتنفيذ هجوم عليه، وهذا ما دفع “قسد” للقيام بحملات تفتيش متكررة داخل المخيم وتعزيز الإجراءات الأمنية داخل المخيم بشكل كبير وفصل أقسامه عن بعضها بحيث تَسهل عملية السيطرة عليها وعدم السماح لأي حالة فوضى تنتقل من قسم إلى آخر في حال تنفيذ أي هجوم لـ”داعش” على المخيم الذي بات الأخطر في المنطقة وينتظر هجوماً وشيكاً من التنظيم.
جوان حزام- الحسكة