أثر برس

بعد دمشق.. تفعيل الـ GPS في اللاذقية اعتباراً من اليوم، ومدير النقل لـ”أثر: أمهلنا السائقين يومين فقط

by Athr Press G

خاص|| أثر برس طوابير طويلة في كراجات المدن، وعلى طول الطرقات الرئيسية في قرى اللاذقية، مشهد يومي صباحي يعيد إنتاج نفسه عند الظهيرة، ويثقل كاهل المواطنين الذين يضطرون للانتظار طويلاً للظفر بمقعد داخل سرفيس حتى لو أجبروا على الجلوس أربعة أشخاص في الصف وأحياناً خمسة.

وعلى الرغم من الإجراءات المبكرة التي اتخذتها المحافظة لتركيب أجهزة تتبع حركة الآليات “GPS” قبل بداية العام الدراسي، تلافياً لمشاهد الطوابير التي تزداد وطأتها مع قدوم فصل الشتاء، فإن المهل المتتالية لأصحاب السرافيس جعلتهم يسجّلون على جهاز “جي بي إس” براحتهم مستفيدين من المهل الإضافية الممنوحة لهم في كل مرة، على حين أن أزمة النقل باقية في مناطق المحافظة كافة وتتمدد، خاصة في ساعات الذروة.

هل ينجح الـ GPS بما أخفق به المعنيون؟

ما سمع عنه أهالي اللاذقية عن تحسّن واقع النقل في دمشق بعد تركيب جهاز التتبّع، جعلهم متحمسين لتفعيل الجهاز في اللاذقية، لعله يفلح فيما أخفق به المعنيون في المحافظة على مدى سنوات من ناحية التزام السائقين بخطوط سيرهم، إذ قال أحمد (موظف) لـ “أثر”: “نتمنى أن يتم الإسراع بتركيب أجهزة التتبع للسرافيس في المحافظة، أملاً بأن يلتزم السائقون بخطوطهم ولا يتسربون منها”، مشيراً إلى أنه من سكان الفاخورة ويضطر هو وعدد من أهالي قريته لاستئجار تكسي والتشارك بدفع الأجرة لتقلهم إلى مركز بلدة الفاخورة، ليستطيعوا من هناك الظفر بمقعد في سرفيس أو باص نقل داخلي يقلهم إلى المدينة.

من جهتها، قالت رشا (طالبة جامعية) إنها تقف عند موقف مشفى الدراج وتنتظر سرفيساً يقلها إلى جبلة، مضيفة: “كل يوم تتكرر المعاناة نفسها صباحاً وظهراً؛ فالسرافيس الملتزمة بالعمل على الخط قليلة جداً، فبين السرفيس والآخر نصف ساعة، وما أن يطل السرفيس من بعيد يتسابق المواطنون عليه ويبدأ التدافع فيما بينهم”.

وأضافت: “حتى باصات النقل الداخلي التي يتم تسييرها باتجاه مدينة جبلة، للتخفيف من الازدحامات الحاصلة، ليس لها وقت محدد لننتظرها”، وتابعت: “ننحشر كالمكدوس سواء ظفرنا بمكان داخل السرفيس أم في باص النقل الداخلي”، والجميع لديه استعداد للصعود وتدبّر نفسه بين الزحام، لأن ذلك أفضل من الانتظار.

وأجمع كل من التقيناهم على المطالبة بالإسراع بتركيب جهاز التتبع “جي بي إس” لإجبار أصحاب السرافيس على الالتزام بالعمل، والتخفيف من الازدحام والانتظار الطويل، خاصة مع دخول الشتاء وصعوبة الانتظار تحت المطر، معربين عن أملهم بأن يكون تركيب الجهاز ذا جدوى وألّا يستطيع السائقون إيجاد طريقة للتلاعب به.

مخصصات المازوت لا تكفي

وقال عدد من أصحاب السرافيس الذين سجلوا على جهاز التتبّع “جي بي إس” لـ “أثر” إنهم اضطروا للتسجيل لأنهم مجبرون على ذلك وليسوا مخيّرين، مضيفين: “الكل متفائل بأن واقع النقل سيتحسن بعد تركيب أجهزة التتبع، وأن السرافيس ستكون متاحة بأي وقت وفي أي يوم”، متسائلين عن كميات المازوت المخصصة للسرافيس والتي يرونها لا تكفي سوى لـ “سفرات” محدودة، ناهيك عن تخفيض المخصصات أيام العطل والأعياد.

تحسّن واقع النقل:

قال مدير النقل في اللاذقية محمد ديب لـ “أثر” إنه اعتباراً من اليوم سيتم البدء بتركيب أجهزة “GPS” للسرافيس العاملة على خطي اللاذقية – جبلة، اللاذقية – القرداحة، باعتبارهما أكثر الخطوط ازدحاماً في المحافظة.

وأشار ديب إلى وجود 3648 سرفيساً عاملاً في المحافظة، تم تسجيل ما يزيد على 3000 سرفيس على أجهزة “جي بي إس”، على حين تم منح أصحاب السرافيس المتخلفين عن التسجيل مهلة يومين فقط، وهي المهلة النهائية قبل أن يتم إيقاف مخصصاتهم من المازوت، مضيفاً: “في حال أراد أحد من أصحاب السرافيس المتخلفين التسجيل على جهاز التتبّع بعد انتهاء المهلة المحددة، فإنه يستطيع مراجعة مديرية النقل والتسجيل واستكمال الأوراق المطلوبة ليتم إعادة تفعيل بطاقة الوقود الخاصة به”.

وأكد ديب أنه بعد تركيب أجهزة “جي بي إس”، سيصبح واقع النقل في المحافظة جيداً، مدللاً بأن الجهاز سيضبط عمل السرافيس والتزامها بخطوطها وعدم التلاعب بمخصصات المازوت، مشيراً إلى نجاح تطبيق “جي بي إس” في دمشق وتحسن واقع النقل فيها تحسناً ملحوظاً.

وشدد ديب على أن الجهاز غير قابل للفك أو النقل من مركبة إلى أخرى، إذ يتم ربطه بمخدم اتصالات لا يتأثر بانقطاعات الشبكة ليبقى مفعّلاً، كما يتم ربطه إلكترونياً بشركة تكامل لمعرفة كمية الوقود المستهلكة، وبعد تفعيل جهاز التتبع “جي بي إس”، إذا انحرفت أي آلية عن مسارها تتم القراءة على الجهاز أنه خارج الخط، وبالتالي يتم تطبيق الإجراءات المشددة التي تم الاتفاق عليها من اللجنة المعنية في المحافظة.

باسل يوسف – اللاذقية

اقرأ أيضاً