عاد الكيان الإسرائيلي الأسبوع الفائت تفعيل غاراته الإسرائيلية على سوريا، بعد حوالي شهرين من الهدوء، حيث نفّذ الأسبوع الفائت 3 غارات على محيط العاصمة دمشق، وأُثير هذا الملف أمس الجمعة، في جلسة لمجلس الأمن وأكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بسام الصباغ أنه في الفترة الأخيرة استهدف الكيان الإسرائيلي المرافق المدنية في البلاد.
وأكد الصباغ “أن الكيان الإسرائيلي لجأ مؤخراً إلى استهداف المرافق المدنية بشكلٍ ممنهج ومتعمد، بما في ذلك: الموانئ والمطارات المدنية، ما يعرّض أرواح المدنيين للخطر، ويؤثر على إيصال المساعدات الإنسانية الأممية، ويهدد السلم والأمان في المنطقة والعالم”، وفقاً لما نقلته وكالة “سانا” الرسمية.
وبخصوص طبيعة الغارات الأخيرة وكثافتها، نقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن خبراءٍ تأكيدهم على أنه بالرغم من كثافة الاستهدافات خلال الأسبوع الفائت فإنه لا يوجد أي تغيير على صعيد طبيعة الغارات.
وحول سبب الهدوء الذي شهدته الغارات “الإسرائيلية” على سوريا لمدة شهر، نشرت صحيفة “ذا تايمز إسرائيل” العبرية مقالاً حول سبب الهدوء الذي شهده الشهران السابقان في سوريا، أشارت فيه إلى أن “هدوء الضربات الإسرائيلية على سوريا تزامن مع مفاوضات عالية المخاطر لتسوية نزاع بحري طويل الأمد بين إسرائيل ولبنان”، مشيرةً إلى أن إنهاء المفاوضات وإعادة حالة التوتر إلى ما كانت عليه وبالتالي عودة عمليات القصف.
وفي السياق ذاته، نقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن المحلل السياسي الروسي رامي الشاعر قوله: “الهدف من هذه الضربات، وبالدرجة الأولى هو استعراض العضلات في الوقت الذي تأمل فيه إسرائيل وأمريكا التوصل إلى توقيع اتفاق مع لبنان بخصوص ترسيم الحدود البحرية” مضيفاً أن “الضربات جاءت لرفع معنويات الإسرائيليين الذين يعيشون حالة القلق من أحداث القدس والضفة الغربية. هي أيضا مرتبطة بوضع الصراع الداخلي في إسرائيل على السلطة”.
وبخصوص الموقف الروسي من هذه الغارات، يعرب المسؤولون الروس باستمرار عن اعتراضهم على هذه الغارات، وجاءت آخر التصريحات الروسية حول هذه المسألة على لسان نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة “دميتري بوليانسكي”، الذي أكد أنه من غير المقبول تجاهل الأمم المتحدة نداءات الحكومة السورية حول انتهاك المجال الجوي في سوريا من قِبل إسرائيل، كما أكد مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا “ألكسندر لافرينتينف”، في 20 من تشرين الأول الجاري أن الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا اختراق لا مثيل له للقانون الدولي ونحن نواصل الجهود مع “تل أبيب” ونأمل أن تتوصل القيادة الجديدة في “إسرائيل” إلى استنتاجات صحيحة.
تصريحات “بوليانسكي ولافرينتيف”، وصفها بعض المحللين بأنها “غير مسبوقة” وجاءت بالتزامن مع التوتر “الإسرائيلي-الروسي” الحاصل بخصوص حرب أوكرانيا، وفي هذا الصدد أعرب محللون “إسرائيليون”عن قلقهم من إقدام روسيا على تقييد حركتهم في السماء السورية، وفي هذا الصدد نقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن المحلل الإسرائيلي العسكري، “إيال عليما” قوله: “إن هناك قلق كبير في إسرائيل فيما يتعلق بالتقارب الحاصل بين روسيا وإيران من جهة، في مقابل عدم ارتياح موسكو للسياسة الإسرائيلية في حرب أوكرانيا”، مضيفاً أن القلق الأكبر لدى الكيان الإسرائيلي يتعلق “بطريقة تعامل روسيا مع النشاط الإسرائيلي في الأجواء السورية، وخاصة أن الطيران الإسرائيلي يتمتع بحرية شبه مطلقة”.
وتابع “عليما” أنه “لا شك أن الموضوع يخيم له دور في قرارات الدوائر العسكرية في إسرائيل، لكن رغم ذلك لا نستطيع أن نرى صلة مباشرة بينه وبين عملية معينة وضربة”.
فيما تقابل هذه “التحليلات الإسرائيلية” بتقارير أخرى منقولة على لسان مسؤولين عسكريين تؤكد أن التنسيق بين روسيا و”إسرائيل” في سوريا لا يزال كما هو، حيث نقل موقع “واللاه” العبري عن ثلاثة مسؤولين عسكريين تأكيدهم أن التنسيق الإسرائيلي- الروسي العسكري في سوريا، لا زال يعمل بنجاح رغم الأحداث في أوكرانيا.
ويؤكد الخبراء أن لدى روسيا العديد من الأوراق التي يمكن أن تستفيد منها للضغط على “الجانب الإسرائيلي” لتغيير موقفه بخصوص الحرب الأوكرانية، وأشاروا إلى أن الورقة السورية مستبعدة حالياً، لافتين إلى أن موسكو حاولت في تموز الفائت تفعيل ملف “الوكالة اليهودية” والتهديد بإغلاق مكاتبها في أراضيها، دون أن يطرأ حينها أي تغيير أو تراجع في الغارات “الإسرائيلية” على سوريا.