أثر برس

بعد شهر من الحرب الأوكرانية بعض الدول تبحث عن بدائل.. لكن في سوريا الأمر مختلف

by Athr Press Z

بعد مرور أكثر من شهر على الحرب الأوكرانية وظهور تأثيراتها الجمّة على الاقتصاد العالمي، لم تعد معظم الدول تهتم بتوزيع الأدوار بين مجرم وضحية أو البحث عن اتخاذ مواقف سياسية معينة، بل باتت كل دولة تسعى للبحث عن بدائل الغاز الروسي والقمح الأوكراني، لكن يبدو أن الوضع بالنسبة لسوريا مختلف قليلاً، حيث أشار بعض الخبراء إلى أن الحرب الأوكرانية من جهة قد تكون فرصة لتفعيل بعض التحركات الدولية إزاء سوريا، ومن جهة أخرى قد تجعل سوريا في مرحلة خطرة، وذلك من خلال مقاربة أجروها بين الحرب الأوكرانية والسورية.

ونشرت صحيفة “حرييت” التركية مقالاً نقلت خلاله عن مصادر حكومية لم تسمها أن دور تركيا في الأشهر الأخيرة بحرب أوكرانيا قد يجعل لها وقتاً مناسباً لحل مشكلتها مع سوريا،جاء فيه:
“قالت مصادر حكومية إن هناك تعليقات مفادها أن دور تركيا في الأشهر الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بحسم حرب أوكرانيا، وتركيز روسيا في هذه المنطقة، قد يكون وقتاً مناسباً لحل المشكلة السورية، وكلما كانت هناك إمكانية للتقدم مع سوريا، كان هناك دور لإيران وروسيا، وفي هذه العملية، بينما روسيا مشغولة بكل من ردود أفعال أوكرانيا والعالم، فضلًا عن مشاكلها الداخلية، يمكن بدء بداية جديدة مع النظام، بما في ذلك مشكلة اللاجئين السوريين”.

وفي سياق الحديث عن تحركات دولية نشر “شارلز ليستر – زميل ومدير قسم مكافحة الإرهاب بمعهد الشرق الأوسط” مقالاً في صحيفة “الشرق الأوسط” أشار خلاله إلى تأثير الحرب الأوكرانية على المبادرات الديبلوماسية إزاء سوريا، حيث قال:

“ها قد دخلت الأزمة السورية عامها الثاني عشر، ورغم أن الأعمال العسكرية قد تبدو في أدنى مستوياتها على الإطلاق، فنادراً ما بدت احتمالات الاستقرار الهادف أسوأ مما هي عليه الآن، فقد وجّهت الحرب الأوكرانية ضربة قاصمة لجميع المبادرات الدبلوماسية بشأن سوريا، وأثار موجة متجددة من التضخم المتصاعد، وأدى إلى حدوث أزمة غذاء عطلت البلاد عام 2022”.

أما صحيفة “عكاظ” السعودية فقاربت بين سبب اندلاع الحرب الأوكرانية والسورية حيث نشرت:

“لن تكون أوكرانيا المحطة الوحيدة في الصراع بين الحزب الديموقراطي الأمريكي والروس.. السبب الحقيقي للحرب في كل من أوكرانيا وسوريا والذي توارى خلف أصوات الاحتجاجات والقنابل والمدافع وأزيز الطائرات، هو خط الغاز القادم من روسيا إلى أوروبا عبر أوكرانيا، والخط الآخر المفترض قدومه من حقول الخليج إلى أوروبا عبر سوريا، فالخط السوري القادم افتراضاً من حقول الخليج متجهاً الى أوروبا كان رغبة غربية ملحة للخروج من تأثير الغاز الروسي، ولأن السوريين رفضوا مروره من أراضيهم لأسباب استراتيجية عديدة، منها أن الخط سيدمر الروس حلفاءهم القدامى، اندفع الغرب لعقابهم وأُنشأت داعش ودعمت الاحتجاجات المسلحة بل وانتقلت الجيوش الغربية إلى سوريا جنباً إلى الروس الذين سارعوا بالقدوم خوفاً من انهيار الدولة السورية وقيام نظام موالٍ للغرب يسمح ببناء الخط”، وخلُصت الصحيفة إلى أن “تحيط بسوريا دول إقليمية كبرى هي العراق وإيران وتركيا واليونان والكيان الإسرائيلي ومصر والسعودية، ما يعني أن انجرار أي دولة من هذه الدول أو جميعها وارد جداً إذا تحولت الحرب إلى خطر جسيم على أمنها القومي، وهو ما سيفضي إلى حرب عالمية صغرى، نيرانها بين أيدينا ونتائجها ستبقى بيننا لسنوات طويلة”.

اللافت أنه عند الحديث عن تأثير وانعكاسات الحرب الأوكرانية على أي بلد لا يشابه الحديث عن تأثيراتها على سوريا، ففي كافة البلدان يتم الحديث عن بدائل اقتصادية وتحقيق اكتفاء ذاتي وفتح خط لخلق استثمارات وبناء تحالفات سياسية تحمي مصالح هذه البلدان، أما بالنسبة لسوريا فيبدو أنها جزء من هذه الحرب سواء بما يتعلق بأصل السبب لاندلاع هذه الحروب، واستغلال بعض الجهات الأزمة الأوكرانية لحل مشاكلها في سوريا وغيرها، لكن في الوقت ذاته تؤكد التقديرات أن هذه الأزمة هي مفيدة لسوريا ببعض جوانبها، وذلك نتيجة لعدة عوامل منها ثبات موقفها السياسي وعدم تأثره بتطورات معينة، إلى جانب موقعها الاستراتيجي، وغيرها من العوامل.

أثر برس

اقرأ أيضاً