خاص || أثر برس أنهى أكثم سلامة كتابة وتخطيط نسخة من القرآن الكريم، بخط اليد بعد عمل استغرق 3 سنوات ونصف ليكون الناتج نسخة قرآنية يدوية بوزن 40 كيلو غرام.
فمنذ أعوام عدة وفكرة نسخ القرآن الكريم تراود بال سلامة، إلى أن قرر المباشرة فيها وتحويلها إلى عمل حقيقي وصفه بالكنز الذي سيحتفظ به لنفسه، إذ قال لـ “أثر برس”: “منذ نحو ثلاث 3 ونصف، قررت أن أنسخ القرآن الكريم بخط اليد، كان التحدي الصعب حينها هو أن حجم الورق غير كافي، لذلك قمت بوصل تسع ورقات بيضاء مع بعضها البعض بواسطة لاصق لتصبح صفحة واحدة بطول 110سم وعرض 80سم لتكون الكتابة بدقة عالية وبقياسات واحدة وخطوط متوازنة”.
أما التحدي الأكبر، بحسب سلامة الذي يعمل دهاناً، هو كبر حجم الصفحة، الأمر الذي كان يتطلب منه أن يمد كامل يده فوق الصفحة حتى يتمكن من كتابة الأسطر الأربعة الأولى.
وعن الأدوات التي استخدمها في الكتابة، أشار سلامة إلى أنها بسيطة جداً عبارة عن قلم حبر ومسطرة وعلبة حبر، موضحاً أن حجم الصفحة ووضوح الكلمات يسمحان لأي قارئ قراءتها على بعد 100 متر.
ويتابع سلامة: “لكل عمل فني عناصر ومحاور يقوم عليها، والقرآن الكريم وكتابة آياته بالخط الجميل الواضح يحتاج لعناصر مهمة يتم بها إجادة كتابة المصحف بدقة وعناية، ومن هذه العناصر، إجادة الخط المطلوب الكتابة به إجادة تامة، والتوزيع الصحيح لأحرف وكلمات الآيات الكريمة، بحيث تأخذ كل كلمة مكانها وموضعها الكامل، بالإضافة للاهتمام بالتشكيل السليم على كل حرف وكلمة، بحيث لا يطغى تشكيل حرف على تشكيل حرف آخر، فيلتبس ذلك على القارئ، والحرص على عدم تركيب بعض الحروف على بعضها البعض، أو تركيب الكلمة على آخر حرف من الكلمة التي تسبقها، ناهيك عن الاهتمام بتفريق السطور في المساحة، والمقصود جعل هناك مسافة بين السطور بعضها من بعض”.
وأكد سلامة أنه بعد انتهائه من نسخ القرآن الكريم تم تدقيق المخطوط من قبل مجموعة من رجال الدين وعددهم 12، فأكدوا أن العمل منجز بدقة عالية.
وأشار إلى أنه بعد الانتهاء من العمل انهالت عليه عروض كثيرة لبيع النسخة القرآنية إلا أنه رفض بيعها، موضحاً: “عملت على نسخ القرآن لأنني كنت أحلم بذلك لسنوات طويلة، وبقيت 3 سنوات ونصف وأنا أعمل بصبر ودقة وأدعو الله أن يطيل في عمري ويساعدني على إنجاز العمل، لأحتفظ به لنفسي كقيمة معنوية لي وليس للربح المادي.. ولو دفعوا لي كنوز العالم لن أفرط به”.
باسل يوسف – اللاذقية